بين المؤمن وغيره
بين المؤمن وغيره
إذا كان لا مفر من اختيار صفة جامعة للمؤمن فهي السكينة كما يقول الكاتب، فهي ملاك الخير كله لا يحوزها أحدٌ غيره، كالبحر تمامًا يكون هادئًا لكنه يلقي على شواطئه الدرر واللآلئ، وهذا التميز الذي يحظى به المؤمن إنما يحظى به ﻷن علاقته بما حوله في الكون علاقة مختلفة تمامًا.
فالأخلاق مثلًا عند المسلم تنبع من صميم فهمه أنه خليفة الله على هذه الأرض، وأنه لا يستحق أن يسود الدنيا إلا إذا ساد نفسه وضبط أهواءه وشهواته، على عكس ما تدعو إليه نظريات الأخلاق الفلسفية
والواقعية من إشباع الرغبات والشهوات بما لا يتعارض مع حقوق الآخرين، فالفرق بين النظرتين شاسع.
فالمؤمن عبارة عن تركيب نفسي مختلف يحاول عبور الدنيا الزائلة بملذاتها إلى الآخرة الباقية الدائمة، فهو في سكينةٍ دائمة، فتراه يقاتل وهو ثابت القدم أمام الموت، يترك أهواء نفسه إلى الحق، لا يفرح لكسب ولا ييأس على خسران، تراه ناهضًا بالهمة على الدوام، لا يفتر ولا يكسل، فهو تركيبة نفسية نادرة لا تتكون إلا بالإيمان والتوحيد.
الفكرة من كتاب من أسرار القرآن
يحاول الدكتور مصطفى محمود في هذا الكتاب الوقوف على حقائق بعض القضايا ومناقشتها من خلال القرآن الكريم، وهي قضايا تخص المجتمع عمومًا والنفس البشرية خصوصًا، ومن خلال استنطاق أسرار القرآن يضع حلولًا وفهمًا جديدًا لتلك المشكلات، وهو بهذا الطرح يقاوم التيار الغربي الجارف الذي يصدر للمجتمع الإسلامي تصورات مخالفة لدينه.
مؤلف كتاب من أسرار القرآن
مصطفى كمال محمود حسين: طبيب وكاتب مصري، وُلِدَ في 25 ديسمبر (كانون أول) عام 1921 بمحافظة المنوفية، وتوفي في 31 أكتوبر (تشرين أول) عام 2009. درس الطب ولكنه تفرغ للكتابة والبحث.
ألّف العديد من الكتب التي تتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والدينية. من أهم مؤلفاته:
نار تحت الرماد.
علم النفس القرآني.
في الحب والحياة.
السؤال الحائر.