بين الظلم والفرج
بين الظلم والفرج
تعرَّض عبد الحميد بن باديس في صغره لظلم شديد في مدرسته تسبَّب في فصله نهائيًّا وعدم التحاقه بأي مدرسة فرنسية أخرى، وذلك لأنه كان يحمل القرآن داخل ثيابه كما أوصاه والده الشيخ باديس الذي كان يحرِّض الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي، ولم ييأس الأب، بل أرسل ابنه إلى تونس ومصر ليتعلَّم اللغة العربية وأصول الدين حتى يتمكَّن من مواجهة هذا الاحتلال بالعلم، وبالفعل عندما عاد عبد الحميد إلى الجزائر أنشأ العديد من المدارس لتعليم الصغار الذين أصبحوا فيما بعد أبطالًا تمكَّنوا من تحرير الجزائر من الاحتلال الفرنسي.
والظلم مرَّ أيضًا على الصبي عبد الكريم الخطابي الذي تعرَّض للخطف من قبل الإسبان، وذلك للضغط على والده أمير الريف الذي أعلن تمرده عليهم وطالب بخروجهم من المغرب، ولكن الطفل بشجاعته ظل صامدًا في السجن حتى قام أحد المغاربة الذين يعملون مع الإسبان بمساعدته في الهروب من السجن، وأثناء هروبه قفز من على سورٍ عالٍ، أدى إلى إصابة ساقه بالعرج طيلة عمره، هذا الظلم جعل منه أميرًا شجاعًا واجه بكل قوته الاستعمار الإسباني ثم الفرنسي، وعلى الرغم من أن الفرنسيين أطلقوا عليه الأمير الأعرج فإن اسمه فقط ظل يرعبهم لسنوات طويلة.
أما غاندي فلم ينسَ الظلم الذي تعرَّض له هو والدته من قبل الإنجليز الذين رفضوا أن يعالجوا والدته بعد أن لدغها الثعبان بحجة أن هذه المستشفى للإنجليز فقط، فظل هذا الشعور عالقًا بقلب غاندي، حتى كبر وقاد أول مواجهة سلمية تهدف إلى التخلص من الاحتلال، ثم بدأ في نشر تعاليمه في كل أركان الهند حتى تمكَّن الشعب من طردهم نهائيًّا.
الفكرة من كتاب عظماء في طفولتهم
إن الأحلام الصغيرة والأفكار المُلهمة تبدأ منذ الطفولة، فإذا تحوَّلت إلى حقيقة قادت صاحبها نحو مستقبل يغيِّر حياته وحياة العالم بأكمله، وهذا الكتاب أشبه بالسفينة التي تنتقل من بلد إلى آخر، ومع كل بلد نتوقف لنكتشف كيف كانت طفولة العظيم الذي وُلِد ونشأ بها، وكيف قادته فكرته ليصير واحدًا من الشخصيات التي لم ينسَها التاريخ على مر العصور.
مؤلف كتاب عظماء في طفولتهم
محمد المنسي قنديل: كاتب وروائي مصري، ولد في المحلة الكبرى بمصر عام 1949، وتخرج في كلية الطب، وعمل بالطب لمدة عام ونصف تقريبًا ثم في التأمين الصحي، وبعد فترة قصيرة ترك المجال بأكمله وتفرَّغ للكتابة، وكتب في العديد من المجالات ولمختلف الأعمار، تنوَّعت كتاباته ما بين الكتب والروايات والقصص، وحصل على عدة جوائز، ومنها جائزة الثقافة الجماهيرية وهو طالب، وجائزة الدولة التشجيعية عام 1988، وجائزة ساويرس للآداب عام 2006، وتحولت بعض رواياته إلى مسلسلات مثل رواية “يوم غائم في البر الغربي”، ورواية “أنا عشقت”.
من أبرز أعماله:
انكسار الروح.
قمر على سمرقند.
كتيبة سوداء.