بين الصواب والخطأ

إن أفكار الإنسان تتَشكَّل عبر دوائر متداخلة من التأثيرات يفضي بعضها إلى بعض مثل: المشاعر والغرائز، وكذلك البيئات المختلفة من صحراء أو مناطق باردة وغيرها، بالإضافة إلى الدين والثقافة واختلاف الناس وتشابههم، وكل هذا يولِّد أفكارًا ويمحو أخرى، والأفكار بدورها تعود لتؤثِّر في المشاعر وكل ما سبق ذكره، والإنسان يعود بدوره وفطرته ليتبنَّى من تلك الأفكار ما يدفع عنه الألم والحزن وإن كان خاطئًا ويأبى تلك التي تُذهِب عنه الفرح وإن كان صحيحًا.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ما هو إذًا معيار الصواب والخطأ؟
إن الإنسان نسبي في معيارية الصواب والخطأ حسب أهوائه وفلسفاته المتغيرة، فما يستحسنه صواب وما يستقبحه يصبح خاطئًا، وهذا بالضبط ما يتبنَّاه الغرب مثلًا، فيجعل الإنسان هو مصدر القيم والقرارات وترتَّب على ذلك ظهور مفاهيم كان يستنكرها ويردعها المجتمع قديمًا مثل: استباحة الشذوذ، وتغيير الإنسان لجنسه إن أراد، والمشكلة تكمن في  تطوُّر الأمر بلا رادع ولا معيار سوى أهواء الناس وإن كانت فاسدة فغدًا يستباح الشذوذ بالأطفال.

لذا فالإنسان بحاجة إلى معيار ثابت من الحق والباطل لا يتأثَّر بهذا الكم الهائل من الفلسفات والأهواء وهذا بالضبط هو من أهم وظائف الدين الإسلامي؛ فالدين يحدِّد معايير الصواب والخطأ في تشريعاته وأحكامه وأخلاقه، فإن كان قد تناول موضوعًا مثل علاقة المرأة بالرجل ووضع له أحكامًا، وكُنَّا نؤمن بالله ورسوله فنأخذ المعيار منه، أما المساحات المسكوت عنها مثل تناسق الألوان ومعايير الجمال الحسي، فلا بأس أن نستلهمها من الطبيعة أو مما تميل إليه أنفسنا.

إن فكرة التشوُّه والتغير في المفاهيم قد طالت الأسرة _على الرغم من وجود المعيار الثابت وهو الدين وأحكامه المتعلقة بها_ فما السبب وكيف تغيَّرت الأسرة بين الماضي والحاضر؟

إن مفهوم الأسرة قد تشوَّه كثيرًا في السنوات الأخيرة، ما أدَّى إلى حدوث مشكلات مجتمعية تستدعي حلولًا جوهرية، ويرى الكاتب أن تلك الحلول موجودة في الدين؛ فيوضح فلسفة الإسلام عن الأسرة؛ أي نظرته العامة إلى أهم المفاهيم المكونة لها، وتلك التي تشوَّهت دون الدخول بشكل مفصَّل في الجزئيات.

علاء عبد الحميد: كاتب ومحاضر وداعية مصري، تخرَّج في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وتلقَّى العلم الشرعي على يد عدد من علماء مصر والشام، وتخصَّص في المذهب الحنفي وأصوله، اشتغل بعلم الحديث وأصول الدين، وله عدد كبير من المحاضرات والدروس.

مؤلفات أخرى للكاتب:
كيف وصل إلينا هذا الدين.
كيف نفهم هذا الدين.
رحلة إلى معرفة الله.