بين الروح والصورة
بين الروح والصورة
ما مفهوم الجمالية، وبم تختلف عن الجمال وهل كلاهما وجهان لعملة واحدة؟
الجمالية في الحقيقة علم يبحث في معنى الجمال من حيث مفهومه ومقاصده وماهيته ومقاييسه، والجمالية في الشيء تعني أن الجمال فيه حقيقة جوهرية وغاية مقصدية، إذ إنه لم يوجد إلا ليكون جميلًا، والجمالية أو كما تُسمَّى أيضًا بعلم الجمال هي مصطلح استُعمِل في الفكر المعاصر للدلالة على تخصُّص من تخصُّصات العلوم الإنسانية التي تدرس الجمال من ناحيتين، من ناحية كونه مفهومًا في الوجود ومن حيث هو تجربة فنية إنسانية.
“استطيقا” هي الترجمة الفلسفية الغربية للجمالية التي وضعت بوصفها مفهومًا على يد الفيلسوف باومجارتن في القرن الثامن عشر الميلادي، إلا أن مفهوم الجمالية على الحقيقة مفهوم قديم جدًّا قدم الإنسان ومرتبط بالمجتمعات الإنسانية تطورًا وتخلفًا وشكلًا أيضًا بحسب التجارب الحضارية الإنسانية بما فيها الحضارة الإسلامية، فإن أي محاولة لتفسير الجمالية تفسيرًا بعيدًا عن الإسلام أو على لسان الإسلام من خارجه هو تفسير مغلوط مضطرب مشوب بمزاجية أو بجهل عن حقيقة الجمالية في الإسلام، وبعين ضيقة تنظر فقط إلى العمران الإسلامي باعتباره اللوحة الفنية الأصيلة والوحيدة الممثلة للجمال في هذا الدين.
إن الجمالية الإسلامية تنبع من حقائق الإيمان أولًا بما تلقَّاه الإنسان من نور الوحي المضيء في القلوب والمُحلى بهدي النبي (صلوات الله وسلامه عليه) وما انعكس بعد ذلك على الجوارح خُلُقًا وتعبدًا وسمتًا وإضافةً عمرانية. وشتان بين الجمالية في الإسلام التي تُعنى بالجوهر الفياض على المظهر وبين الجمالية في الغرب التي تُعنى بالمظهر والعمارة والمتاحف ونحوها، شتان بين جمال الروح وجمال الصورة.
الفكرة من كتاب جمالية الدين.. معارج القلب إلى حياة الروح
“عندما نقول هنا (جمالية الدين) فإننا نعني أن الله (جل وعلا) الذي جعل الدين جميلًا، قصد أن يكون التدين جميلًا أيضًا، قصدًا تشريعيًّا أصيلًا، بمعنى أن ذلك قُصد منه ابتداءً وليس صدفة واتفاقًا”!
من وجهة نظر مختلفة وبلهجة لطيفة رقيقة يفتح الكاتب قلوبنا لا أنظارنا لتبصر وتنشرح بأصل هذا الدين ومقصوده وغايته، لتخرج من قراءته لا كما دخلت إليه وتود أنه لم ينتهِ!
مؤلف كتاب جمالية الدين.. معارج القلب إلى حياة الروح
فريد الأنصاري: عالم دين وأديب مغربي، حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية تخصُّص أصول الفقه، وعمل رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب، بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، كما شغل منصب عضو في المجلس العلمي الأعلى بالمغرب.
ومن مؤلفاته:
آخر الفرسان.
ديوان المواجيد.
سيماء المرأة في الإسلام.
الدين هو الصلاة والسجود لله باب الفرج.