بين الحياة والعمل

بين الحياة والعمل
حتى هذه اللحظة ركزنا على جانب العمل في البورتفوليو، وذلك لأن العمل بالنسبة إلى كثير منا يعد أمرًا أساسيًّا، فهو يحدد المكان الذي نعيش فيه، ومدى السيطرة التي نملكها على أوقاتنا، وظهر مصطلح التوازن بين العمل والحياة لأول مرة في الثمانينيات حين استخدمته الحركات العمالية للمطالبة بجداول عمل مرنة للنساء وإجازات أمومة، ومن ثم تطور المصطلح ليشمل قضايا إدارة الوقت والرضا عن العمل والحياة، وعلى الرغم من زيادة عدد الحركات العمالية والقوانين التي تنظم العمل، فإن الشركات الرأسمالية ما زالت تلقن العاملين مبدأ “العمل المثالي”، وهو ما يعني إعطاء الأولوية للعمل فوق كل المسؤوليات الأخرى، لذا هل يمكنك أن تعرف ما إن كان العمل يستولي على كل حياتك؟ والإجابة هي نعم يا صديقي، وذلك من خلال استخدام مقاييس الحياة.

تساعدك مقاييس الحياة على تحديد أدائك وتخبرك أين تستثمر وقتك ومواردك وطاقتك، ومن خلال تحديدها ومراقبتها بشكل مناسب، يمكن أن تمنحك فكرة واضحة عما ينجح وما لا ينجح، ومن ثم يعود الأمر إليك لتحديد ما تود فعله بناء على هذه المعطيات، ومقاييس الحياة متعددة ومتنوعة، ومن أشهرها: المقاييس القابلة للتنفيذ، وهي تلك التي تربط إجراءات محددة بالنتائج الملحوظة، فهي تسلط الضوء على ما ينجح وما لا ينجح بشكل مباشر، وتركز هذه المقاييس على المدخلات، وهناك مقاييس المخرجات القابلة للقياس، وهذا النوع يركز على المخرجات، ويساعدك على تحديد ما إذا كنت قد نجحت أو فشلت في تحقيق هدف ما، ولكن من غير المرجح أن يشير إلى ما يجب عليك فعله بشكل مختلف لتغيير النتيجة، لذا فمن الأفضل دمج المقاييس المختلفة لخدمة هدفك الحالي.
عليك تذكر أن هذه المقاييس ليست اختبارًا ولا أحد يقيمك سواك، فالهدف منها إعطاؤك إطارًا للنظر في أولوياتك وتحديدها، وقياس جهودك الموجهة لتحقيقها، وملاحظة الفجوة بين ما تقول إنك تريده وما تفعله بالفعل، إنها طريقة لتذكير نفسك بما يهمك أكثر وما إذا كنت تكرس ما يكفي من الوقت والاهتمام والموارد لهذه الأولويات.
الفكرة من كتاب حياة البورتفوليو: تأمين مستقبلك الوظيفي وصنع حياة تستحقها
ها أنت تجلس في مكتبك، كعادتك كل يوم في الثامنة صباحًا، تفكر في المشاريع التي تود أن تعمل عليها، والمهارات التي أثارت اهتمامك أخيرًا، ومن ثم تتذكر حياتك الاجتماعية التي تأثرت بجدول عملك المزدحم، وتفكر في آخر مرة تمرنت فيها، وينتهي بك الأمر وأنت تخبر نفسك أنك يومًا ما ستتقاعد مع راتب مناسب يكفي لممارسة كل هذه الأنشطة، وتقطع مهامُ العمل التي لا تنتهي حبلَ أفكارك هذا.
هذه هي حال الكثيرين، فلو كنت واحدًا منهم يا صديقي، دعني أطرح عليك عدة أسئلة يجب عليك التفكير فيها، وهي: هل وظيفتك حقًّا آمنة؟ وهل مواردك المالية مناسبة لتطلعاتك الحالية؟ وهل تنفق مواردك بشكل صحيح؟ وأخيرًا هل يجب عليك إهمال أفكارك الخاصة وتطلعاتك البعيدة عن العمل؟ أريد منك أن تكتب إجاباتك الخاصة عن هذه الأسئلة، لأن كل ما تؤمن به على وشك التغيير، فهل أنت مستعد؟
مؤلف كتاب حياة البورتفوليو: تأمين مستقبلك الوظيفي وصنع حياة تستحقها
كريستينا والاس: رائدة أعمال لديها أكثر من عشر سنوات من الخبرة في بناء الشركات، وتعمل حاليًّا أستاذة في ريادة الأعمال والتسويق في كلية هارفارد للأعمال، ومن مؤلفاتها:
New to Big: How Companies Can Create Like Entrepreneurs, Invest Like VCs, and Install a Permanent Operating System for Growth
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.