بين الحياة والسعادة
بين الحياة والسعادة
ينتقل الكاتب من التركيز عن المعنى إلى التركيز على الحياة ذاتها، والحياة كالمعنى، كلاهما يحمل إشكالية، ويتساءل الكاتب عن حقيقة وجود الحياة من الأساس، وأن وجودها لربما يرجع لوجود هذا اللفظ في لغتنا التجسيدية ليس إلا، وأن الناس يختلفون في توصيفهم للحياة الإنسانية على أساس كونها وادٍ من الدموع أو مفروش بالورود، ومحاولات التعميم تصبح غير صائبة.
والسبب في هذا يرجع لكونها تقضي الخروج من الحياة والانسلاخ من الذات، والمعايير المستخدمة إنما هي جزء من الحياة وبالتالي لا يمكن الحكم عليها، كما يشير الكاتب إلى أن معنى الحياة يقتضي وجود هدفا مشتركا بين البشر، وعليه تظل هناك مساحة لإطلاق الأحكام المشتركة، فالبشر على الأغلب يتفقون في إمتلاكهم لإرادة البقاء في وجهة التحديات التهديدات التي نتلقاها بصفة مستمرة.
وعليه يكافح الجميع لأجل نيل السعادة، والتي اختلف البشر في الاتفاق على صياغة تعريف موحد لها على مر العصور، فقد يعتبرها البعض أكثر من مجرد وسيلة لنيل شيء آخر مثل النفوذ، وقد يراها البعض الآخر حالة ذهنية أو أنها ممارسة اجتماعية كالفضيلة كما يراها أرسطو، وذلك باعتبارها أكثر من مجرد توجه عقلي، وأن السعادة أسلوب عملي لمعايشة الواقع.
وعليه فإن متابعة سلوك شخص ما هي أحد العوامل الحرجة التي تحدد كونه سعيد أم لا ، ويتطرق الكاتب للحديث عن السعادة من جانب كونها إحساسًا بالواجب، يقتضي إنقاذ إنسان يغرق في الرمال المتحركة، ومن المؤكد أن هذه الفكرة تصبح غير مقبولة عند الحديث عنها من جانب المتعة، وهذا لا يعني أن أرسطو يرى التناقض التام بين السعادة والاستمتاع، لأن الفضيلة تقتضي التمتع بفعل الخير.
الفكرة من كتاب معنى الحياة مقدمة قصيرة جدًا
في هذا الكتاب محاولة من المؤلف لإثارة أفكار سامية بلغة أقرب لطابع المرح أو السخرية، ويستهل المؤلف هذا الكتاب بالتساؤل حول سؤال “معنى الحياة”، ومن المؤكد أن عدم معرفة معنى الحياة هو جزء من معناها، ولعل سر استمرار الحياة يكمن في الجهل بحقيقتها، أو أن معنى الحياة أوسع من أن نتعايش معه، وعليه فإن الخيال سبب في استمرار الواقع وتحركه، والحياة باختلاف أشكالها، لها مقتضيات وطبيعة تساؤلات.
فالكاتب يتطرق لعدد من الأسئلة التي حيرت الفلاسفة على مر العصور، مثل: “كيف نشأ الوجود؟”، ولا شك أن هناك فارق ملحوظ بين الأسئلة الحقيقية والمزيفة، ومما يزيف الأسئلة؛ القواعد النحوية التي تتبعها، فربما ضللتنا تلك القواعد وجعلتنا نخلط بين الحقائق، وذلك لأن بعضها يخاطب الافتراضات الشخصية المترسخة في ذهن كل منا، وحول المعنى وحول الحياة، تدور فصول هذا الكتاب، لعل القاريء يجد فيه ضالته في التساؤل عن معنى الحياة.
مؤلف كتاب معنى الحياة مقدمة قصيرة جدًا
تيري إيجلتون: ناقد ومفكر بريطاني، من أبرز النقاد الأدبيين تأثرًا بالمعاصرين في بريطانيا، يعمل كأستاذ للأدب الإنجليزي في جامعة لانسيستر، كما عمل أستاذًا للأدب الإنجليزي في جامعة أكسفورد ومانشستر، للكاتب عدة مؤلفات؛ منها: مشكلات مع الغرباء، وفكرة الثقافة، وأوهام ما بعد الحداثة.
معلومات عن المترجم:
شيماء طه الريدي: مترجمة منذ عام 2003، تخرجت في قسم اللغة الانجليزية بكلية الألسن جامعة عين شمس عام 2000، ثم بدأت العمل في مجال الترجمة في إحدي دور النشر المصرية، عملت كمترجمة مستقلة مع مؤسسة هنداوي، ثم عملت فيها كمراجعة.
قامت بترجمة العديد من الأعمال، مثل: “ألغاز تاريخية محيرة”، و”لا تقدم العرض الأول أبدًا”، كما قامت بمراجعة العديد من المؤلفات، منها: “المساعدة الذاتية” و”التطوير الذاتي”