بين الجبن واللاعنف

إن كان شيء أبشع عند غاندي من العنف فلن يكون سوء الجبن والتخنُّث، فكما أن اللاعنف أعظم الفضائل فإن الجبن أخبث الرذائل وأشد صور العجز، وقد جعل أكبر أهداف الساتياغراها بثَّ الرجولة في الجبناء، ولم يكن يوجه في خطابه لهجة حادة ضد من يستخدمون العنف، بل ضد من يخافونه، ويرى أن الجبان دون رتبة الإنسان، وأن من يؤثر الأمن مقابل الحرية لا يستحق الحياة، ومن يطلب الشرطة لنجدته يظل عبدًا إلى الأبد! وتزيد حقارة الجبان إذا ألبس خوفه جبَّة اللاعنف؛ والمرء إذا لم يستطع أن يستجمع قواه الداخلية لئلا يكون عنيفًا فلا يكون العنف حينئذٍ مبررًا فحسب، بل هو واجب أيضًا، أما الفرار باسم اللاعنف فهو أمر مخزٍ.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ويعلِّق مؤلف الكتاب على هذه الجزئية بأن غاندي يضارع إلى حد بعيد نقد نيتشه لـ”أخلاق العبيد” في المسيحية التي تجعل من الجبن فضيلة وتحطُّ من قيمة الشجاعة والقوة، ويقول غاندي: “إنَّ شخصًا يؤمن باللاعنف إيمانًا كاملًا ينبغي أن يكون متحررًا من الخوف أكثر ألف مرة من رجل مسلح”، وعلاوةً على ذلك يشير إلى أن روح اللاعنف وروح المحارب تنبعان من مصدر واحد هو التحرُّر من الخوف، ويؤمن أن أكبر الشجاعة هي امتلاك قدرة الإقدام على الموت، لذا كان يوصي أتباعه أن يسعوا إلى الموت من أجل قضية نبيلة ولا يهابونه، بل يستمتعون بفكرة تسليم أنفسهم للذبح الجماعي! ولكن غاندي يعترف بإخفاقه في الوفاء بالمعيار البطولي الذي وضعه، وعزا هذه الفجوة إلى قَبوله فكرة الموت لكن دون عزوفه الانفعالي عنه.

يتناول هذا الكتاب الموجز مذهب المناضل الهندي المهاتما غاندي في المقاومة اللاعنفية بجانب نظرته إلى الحياة السياسية والاجتماعية التي ينبغي أن تكون عليها الهند، ويسلِّط الضوء على مدى جدوى هذا النوع من المقاومة سواء في ذاتها أم في سياقها التاريخي بتحليل دقيق وعين خبيرة.

نورمان جاري فينكلستاين: كاتب وناشط سياسي يهودي أمريكي، وأكاديمي متخصِّص في العلوم السياسية، واشتهر بمساندة القضية الفلسطينية ورفض استغلال الصهاينة للمحرقة النازية لجذب التعاطف العالمي والتغطية على جرائم الإبادة الإنسانية ضد الفلسطينيين، وقد تسبَّب ذلك في رفض طلبه للتثبيت الأكاديمي في جامعة دي بول ووضعه في إجازة إدارية عام 2007، مما دفع نورمان إلى تقديم استقالته.

من أهم مؤلفاته: “صناعة الهولوكوست: تأمُّلات في استغلال المعاناة اليهودية”، و”إسرائيل، فلسطين، لبنان: رحلة أمريكي يهودي بحثًا عن الحقيقة والعدالة”، و”ما يفوق الوقاحة: إساءة استخدام اللاسامية وتشويه التاريخ”.