بين أفلام الحب والواقع!
بين أفلام الحب والواقع!
نبدأ بصورة معتادة من فيلم تذهب فيه الزوجة إلى زوجها وهي تبكي بسبب شجار حدث بينها وبين مديرها في العمل فيثور زوجها ليوبِّخ ذلك المدير، وهي تبتسم لأنها تمتلك هذا البطل، أما في الواقع، تذهب المرأة لتشكو إلى زوجها فينظر إليها شذرًا ويسألها فيما أخطأتِ؟ لا يمكن للرجل أن يوبخك دون داعٍ!
كثيرًا ما ترتفع طموحاتنا ونريد أن نعيش القصص الحالمة التي نراها في الأفلام، ولكن يصدمنا الواقع، كل ما تريده الزوجة هو كلمة حنونة تربت على كتفها، تخبرها أنك تشعر بها، وأنك مقدرٌ لمجهودها، والنساء بسيطات جدًّا، وبمجرد سماعها لهذه الكلمات ستسكن نفسها وتجد أن الأمر قد انتهى بالنسبة لها.
هذه الصور وأكثر تقدم لغة من لغات الحب وتسد فجوة كبيرة من الاحتياجات، مثل أن تعتذر عندما تخطئ، أمر بسيط لكن الرجل يسهل عليه قضاء أيام في التبريرات وصنع السيناريوهات بدلًا من كلمات اعتذار قليلة، والرجل الحق يكون مثلما كان قدوتنا الرسول (صلى الله عليه وسلم)، كان يتواضع مع أهل بيته، فيخيط نعله ويرقع ثوبه ويقوم بأي عمل منزلي وهو سيد الأمة، ولم يعامل النساء على أنهن أقل شأنًا ولا أضعف منه، بل كان يكرمهن، ويخبر الناس أن من كمال الرجولة والكرم أن يكرموا النساء، ومن اللؤم ونقص المروءة إهانتهن.
وتذكر دائمًا ألا تحكم على المرأة من أقوالها لأنها مبالِغة ولكن احكم من أفعالها، ومن المهم أن تحافظ على ابتسامتك ولسانك الطيب ومظهرك الجيد، ولا تعزلها عن حياتك، فهذا أكثر ما يؤلمها، بل احرص على مشاركتها في كل صغيرة وكبيرة، وتحدث معها دائمًا، فالصمت أكثر ما يستفز المرأة، واقرأ عن سيرة الرسول مع زوجاته وتعلم كيف تكون محبًّا حقيقيًّا.
الفكرة من كتاب لغات الحب
في الرحلة المرهقة للبحث عن السعادة تعرف في النهاية أن الأسرة هي أكبر عامل مؤثر في سعادتك أو تعاستك، ومصرف لطاقة الحب بداخلك، وطاقة العطاء لأبنائك، وطاقة الحب بلا سبب من شريك حياتك، والاحتياج واللجوء إلى الأب أو الأم عند الشعور بالضياع، فكل الاحتياجات النفسية تستطيع تلبيتها في الأسرة، هنا ستجد الدعم في لحظات الضعف والإحباط، وهنا ستجد الأمان، هنا ستشارك نجاحك وفشلك.
ولكن هناك مشاكل تجعلنا لا نستطيع فهم بعضنا بعضًا، ولا نعبِّر عن مشاعرنا بالشكل الصحيح، ومن هنا يأخذنا الكاتب ليشرح لنا كيف نفهم ونتحدث مع من نحبهم بالشكل المناسب لهم ولنا لنحافظ على بناء علاقات صحية متفاهمة سواء كانت في إطار الأسرة أو خارجها.
مؤلف كتاب لغات الحب
كريم الشاذلي: كاتب وإعلامي وباحث ومحاضر في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية، استطاع في مدة قياسية أن يصل إلى أكثر من نصف مليون قارئ عربي من خلال 15 كتابًا مطبوعًا حاول من خلالها أن يعبِّر عن تطلُّعات جيل وجد نفسه في فترة عصيبة على العالم العربي والإسلامي.
تُرجِمت كتبه إلى اللغات الإندونيسية والماليزية والكردية ولغة برايل للمكفوفين، وقد تقلَّد منصب مدير عام دار “أجيال” للنشر والتوزيع، وحصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة، وأعطى محاضرات في جميع جامعات مصر وحضر ضيفًا في كثير من البرامج التلفزيونية في الدول العربية.
من مؤلفاته: “امرأة من طراز خاص”، و”الإجابة الحب”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”جرعات من الحب”، و”أفكار صغيرة لحياة كبيرة”.