بوادر خطيرة
بوادر خطيرة
قد تظهر على الطفل علامات وظواهر تنم على الخلق السيئ، مثل أن نراه يسعى لتحقيق ما يريده بالخشونة والعناد وكثرة الصراخ والمشاكسة، وكذلك أن نلاحظ عليه عدم الانسجام في المدرسة والميل إلى البكاء وعدم الاستقرار، فالأخلاق السيئة تظهر أولًا كبوادر سلوكية بسيطة، ودورنا هو التربية والتوجيه المفيد، فالآباء سيئو الطباع ينقلون ذلك إلى الأبناء، كما أن الأطفال الذين لم يتم الاهتمام بتربيتهم والذين حرموا من حنان الأب والأم أو حتى الذين تم تدليلهم بإفراط معرَّضون للخصال السيئة، ولعلَّ بعض علل سوء الخلق تأتي من ألم داخلي للطفل أو معاناة مع الأرق والجوع، أو وجود اضطرابات في المزاج أو عوامل نفسية كابتعاد الوالدين عنه والنقص في المحبة، وأحيانًا قد ينتج سوء الخلق بسبب التأثُّر بالأصدقاء والناس المعاشرة للطفل.
إن الأخلاق السيئة توقع صاحبها في ضرر وأذًى وعداء مع الناس والمجتمع، وربما تتسبَّب أخلاقه السيئة في ذله وانكساره وخصومته مع الناس، لذلك فالأصل في ديننا هو التحلي بالأخلاق الحسنة حرصًا على سلامة الشخص وسلامة المجتمع، كما يتوجَّب علينا تذكير الطفل وتنبيهه على تصرُّفاته وإزالة الأسباب التي تؤدي إلى الفساد الأخلاقي، وإحياء الوازع الديني بداخله، فالبعض قد يغير بيئة أبنائه كلَّها بسبب الفساد الخلقي المنتشر فيها، وهذا له أثر في إصلاحهم إن كان للمجتمع فساد ملحوظ ومتفشٍّ بالفعل.
وأثناء عملية إصلاح الطفل، لا بد من تجنُّب قطع العلاقة مع الطفل بشكل متكرِّر، وتجنُّب تحقيره ولومه المستمر أو الصياح فوق رأسه لأن هذه عوامل تزيد من العناد والخطأ.
وقد نلاحظ على الطفل من سنواته الأولى تصرُّفات غريبة كالشره والنهم للطعام، فعلى الرغم من أن الغذاء ضروري لصحة الطفل ونفسيته ونموه، فإننا في الأصل لسنا بحاجة إلى الإسراف والتبذير، فبعض الأطفال يصابون بالنهم للطعام، ما يسبِّب لهم بعض الأمراض والعلل، وربما يخفق الطفل فكريًّا وعلميًّا بسبب الكسل واللامبالاة، وهذا يستلزم منَّا المساهمة في تغيير هذا السلوك ومعالجته، وإلزام الطفل بأوقات معيَّنة ومنتظمة للجلوس إلى الطعام.
الفكرة من كتاب الأسرة والمشاكل الأخلاقيَّة للطفل
لقد ركَّزت الدعوة الإسلامية على الأخلاق والقيم والترفُّع عن الرذائل، وباعتبار أن الأسرة هي الدعامة الأساسية للمجتمع المسلم، فقد كان عليها الدور الرئيس في غرس الأخلاق الفاضلة للشخص منذ طفولته، وفي هذا الكتاب سيحدِّثنا الكاتب عن أخطر الصفات التي من الممكن أن يتصف بها الأطفال والعلل المتسبِّبة فيها وكيفية معالجتها.
مؤلف كتاب الأسرة والمشاكل الأخلاقيَّة للطفل
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة فيما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التربية”، و”الوسواس والهواجس النفسية“، و”دُنيا الفتيات المراهقات”.