بنيان الأسرة
بنيان الأسرة
لكلِّ أسرة مبادئ تتخذها وتقوم عليها من الرحمة والحب وفعل الخير والاعتماد على النفس ومساعدة الغير وغيرها، وأكثر الأسر الواجب عليها الاهتمام بذلك وتكون مثالًا حسنًا هي الأسر المسلمة، فالأسرة كالمبنى له أسس وجدران، فهناك من يتشاورون مع أبنائهم في رسائل الأسرة؛ كيف يريدونها ويعنونها بـ”رسالة أسرتنا”، ولتكن خدمة الآخرين ويتناقشون في آليتها من مساعدة الأقارب والجيران والجميع من حولهم بالمجتمع بطرائق متعدِّدة، وبوضع الرسالة الصحيحة تستطيع كل أسرة أن تبني نفسها بداخلها، وأيضًا السلطة الأخلاقية السليمة ونفوس أبناء أسوياء متعاونين ومحبِّين وبناء ثقافة علمية جيدة، وكذلك ما نغفل عنه هو استعادة ذكريات جميلة بين الأبناء بعضهم وبعض وبينهم وبين الوالدين، مع وضع الآباء صورًا متعدِّدة لمراحل مختلفة من أعمار الأبناء ليظلُّوا متذكِّرين ما مرُّوا به معًا ويبتسمون لأجله كلَّما مرُّوا بجوار هذا الجدار المليء بالصور والذكريات ويطلقون عليه “جدار الذكريات”.
وهناك كثير من القصص التي تحثُّ على عودة وجبة الأسرة وما تقدِّمه، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: أعتم رجل (أي صلى العتمة أو العشاء) عند النبي (صلى الله عليه وسلم)، ثم رجع إلى أهله فوجد الصبية قد ناموا، فأتاه أهله بطعامه، فحلف لا يأكل من أجل صبيته (لأنهم ناموا وافتقد العشاء معهم)، ثم بدا له (أي جاع) فأكل، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكر ذلك له، فقال النبي: “من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليأتها، وليكفِّر عن يمينه”، فها هو الصحابي لم يكن مع أصدقائه يتسامر ولا نسي أهل بيته كما يحدث الآن، بل كان يصلي مع النبي (صلى الله عليه وسلم) لكنه يرى أن تجمُّع أهله حوله وفي وجبة مهما بدت بسيطة تجمع بينهم بمودة ورحمة وألفة، ويعلم عن أبنائه يومهم كيف كان وما أصابهم ويتناقشون ويتسامرون.
الفكرة من كتاب علِّم ابنك كيف يكره أخاه
إن التربية علم كباقي العلوم يجب التعلُّم فيه، فتربية أبنائك واجب عليك وتعلُّمك إياها يزيد من تدارك الأخطاء الفادحة التي قد تسبِّب الأذى بأبنائك، وأكثر ما يُقابِل الآباء هو الغيرة بين الأبناء أو المشاحنات بينهم التي قد تصل بهم إلى الكره، كما حدث في قصة سيدنا يوسف (عليه السلام) من قبل، وفي كثيرٍ من البيوت يكون الوالدان هما السبب في هذا دون قصد، ولأن بيوت المسلمين أولى بتربية أبنائهم على الحب والتعاون لأن الحب في الله أقوى وأصدق وبخاصة حب الإخوة، إلا أن كثيرًا منهم يسقط في هذا أيضًا.
مؤلف كتاب علِّم ابنك كيف يكره أخاه
عبد الله محمد عبد المعطي: خبير تربوي، وله عدة مؤلفات تربوية مهمة، منها: “بالحب نربي أبناءنا”، و”أطفالنا: خطة عملية للتربية الجمالية سلوكًا وأخلاقًا”، و”حياتنا الأسرية بدون عصبية”، و”علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”.