بناء شخصية الأبناء
بناء شخصية الأبناء
لا بدَّ من تعليم الأولاد القيام بحقوق الله كاملة، وفي وقتها مهما كانت الظروف، وتعليمهم أن الله وحده من يملك الضر والنفع، فليكن خوفهم من الله لا من أحد سواه، لذلك نعد (الجرأة) من أفضل الصفات التي نتعلَّمها من الشيخ الطنطاوي لأنها تدفع الظلم وتحفظ الحق، ولو تحلَّى المسلمون بهذه الصفة لتخلَّصوا من كثير مما يعانونه.
كانت الصحة وقوة الجسم من اهتمامات الشيخ الطنطاوي الدائمة، حيث جمع حرصه عليهما إلى حرصه على تربية العقيدة السليمة والخلق القويم، فكان المُربي الذي يحرص على التربية الشاملة المتكاملة، التي لا يتضخَّم فيها جانب على حساب بقية الجوانب، وعلى الجميع أن يعلموا أولادهم كيف يدافعون عن أنفسهم – إذا اضطروا – ولكن مع التأكد من أن ذلك يكون باستعمال ما لديهم من قوة ومهارة للدفاع ورد الأذى لا للعدوان على الآخرين، إذ إن “التسامح مع الضعيف واستعمال القوة حين لا تنفع إلا القوة” كانت إحدى أهم لمسات الجد المُربي لبناته وأحفاده، حتى كبروا بشخصية قوية خصوصًا أمام من لا يفرقون بين التسامح والضعف.
كذلك فإن فرص النجاح في الحياة لا تتكرَّر كثيرًا، والناجحون هم من يفلحون في اقتناص الفرصة الجيدة في الوقت المناسب، فمع حرص الآباء على إضافة فرص النجاح إلى الأبناء، فإن عليهم أن يطوروا لديهم الحس السليم على استشعار الفرصة الملائمة والمقدرة السوية.
الفكرة من كتاب هكذا ربَّانا جدي علي الطنطاوي
تقول المؤلفة إن “التربية بالقدوة لا يعادلها تربية، أن يراك طفلك وقد طابقت أقوالك أفعالك، وصرت أنت المبادئ التي تحثُّهم على امتثالها، فلن يضيع الله ذريتك وأنت على الخُلق القويم تسير”.
سيجعلك هذا الكتاب ترى الشيخ علي الطنطاوي من منظور آخر غير الذي اعتدناه، فنحن نعرف على الطنطاوي الداعية والمفكر وعالم الإسلام الكبير، ولكننا لم نره في حُلة الجد العطوف والمُربي الداعم والموجِّه المبدع – الذي جمع بين أوامر الدين ومعاصرة الحياة – إلا هنا على لسان حفيدته، فقد كان لهم تجسيدًا صادقًا عما أرادهم أن يصيروه، ولم يترك موقفًا يمر دون أن يبذر فيهم بذرة خُلُق.
مؤلف كتاب هكذا ربَّانا جدي علي الطنطاوي
عابدة المؤيد العظم: مفكرة إسلامية وباحثة ومؤلفة في الفكر والتربية والفقه والقضايا الاجتماعية، حصلت على ماجستير في الشريعة والتخصص في الفكر الإسلامي عنوان الرسالة “أزمة الهوية” 2016، وهي أستاذة لمادة فقه العبادات وفقه الأسرة والاقتصاد الإسلامي والتربية الإسلامية، وتسعى لنشر الوعي الاجتماعي وإصلاح العلاقات والتربية وفهم المراحل العمرية المختلفة، وهذا ما يبرز في كتبها مثل: “هكذا يفكِّر الصغار”، و”المراهقة وهم أم حقيقة؟”، وكتاب “لئلا يتمرد أولادنا”.