بناء القنبلة
بناء القنبلة
في أكتوبر 1939م تلقى رُوزْفِلت خطابًا من أينشتاين يحثه على الإسراع في بناء قنبلة تعتمد على الانشطار النووي، لإيمانه بالدعم النازي للأبحاث القائمة في هذا المجال، فوافق روزفلت كيلا يسمح لهتلر بامتلاك هذا السلاح وحده، وأمر بتأسيس مشروع مانْهَاتِن الذي ضم أبرز الفيزيائيين بقيادة جيه روبرت أوبِنْهايمر وامتد عبر ثلاثين موقعًا في الولايات المتحدة وكندا وضم 65 ألف شخص في سرية شديدة.
كانت ألمانيا في ذلك الوقت تحاول ابتكار قنبلتها الذرية، وفي حين اختارت أمريكا الكربون الطري (الجرافيت) من أجل إبطاء النيوترونات الناتجة من انشطار اليورانيوم 235، لتتسبب في مزيد من عمليات الانشطار في تفاعل متسلسل، اختار الألمان الماء الثقيل، وخلصوا إلى كتلة حرجة قدرها مئات الأطنان من اليورانيوم 235 الخالص، وفي ظل استحالة توفير تلك الكمية، اتجهوا إلى بناء مفاعل لتحويل اليورانيوم الطبيعي إلى بلوتونيوم، وفي النهاية لم يتوصلوا إلى شيء.
في يوليو 1945م توصل مشروع مانهاتن إلى ابتكار قنبلتين نوويتين حملتا اسمي “الولد الصغير” و”الرجل البدين”، واختُبِرَت “الرجل البدين” في موقع ترِينِيتِي بنيو مكسيكو إذ كانت أكثر القنبلتين تعقيدًا، وقد أطلقت قوة تفجيرية تقدر بـ19 ألف طن، أما “الولد الصغير” فكان تصميمها موثوقًا به بدرجة كبيرة، كما أنها استنفدت كل كمية اليورانيوم، فلم تختبر قط، وأُلقيت على هيروشيما صباح السادس من أغسطس 1945م لتخلق انفجارًا فاق سطوع الشمس عشر مرات، وعاصفةً نارية قُدرت درجة حرارتها بمليون درجة مئوية أحرقت كل شيء في مساحة محيطها 4.4 ميل.
تعاظمت الخطوب على اليابان حينما أعلن الاتحاد السوفيتي الحرب عليها في الثامن من أغسطس، وبعد تسع دقائق من الإعلان، هاجم القوات اليابانية في مَنْشُورْيا وشبه الجزيرة الكورية لينهي حياة ثمانين ألف جندي ياباني في أسبوع، وفي التاسع من أغسطس أُلقيت قنبلة الرجل البدين على مدينة ناجازاكي، لتخلق انفجارًا أكثر ترويعًا قُدرت قوته بـ22 ألف طن قتل على الفور 24 ألف شخص، فاستسلمت اليابان في محاولة لحفظ ماء الوجه معلنةً انتهاء الحرب العالمية الثانية.
الفكرة من كتاب الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدًّا
في عام 1945م بلغت قوة القنبلة الذرية الملقاة على هيروشيما 20 ألف طن، وقتلت نحو 140 ألف شخص. ما الذي قد يحدث أسوأ من ذلك؟ ربما كان هذا لسان حال كل من شهد تلك الحقبة المظلمة من التاريخ، لكن في 1952م حدث الأسوأ، عندما اختبرت الولايات المتحدة القنبلة “مايك” التي كانت أقوى خمسمئة مرة من القنبلة الملقاة على هيروشيما. وفي عام 2007م حدث الأسوأ والأسوأ، إذ امتلكت روسيا أسلحة نووية تُمَكنها من القضاء على البشرية 29 مرة، بينما كان بمقدور الولايات المتحدة القضاء عليها 18 مرة.
إلى أين يسير العالم؟ هل يمكن أن ينتهي التاريخ في غضون دقائق؟ هل بإمكان رجل واحد أن يقود العالم بأجمعه إلى حتفه؟
هذا ما يناقشه الكتاب، فيتعرض لتعريف القوى النووية، ومتى ظهرت، ولماذا ابتُكِرَت من الأساس، وكيف تصرف المجتمع الدولي إزاء هذا الشر الذي صُنِع بأيدٍ بشرية.
مؤلف كتاب الأسلحة النووية: مقدمة قصيرة جدًّا
جوزيف إم سيراكوسا: أستاذ الأمن البشري والدبلوماسية الدولية في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن بأستراليا، اشتهر دوليًّا بكتاباته في مجالات الدبلوماسية الدولية، والأسلحة النووية، والحرب الباردة.
له عدة مؤلفات منها:
تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية.
الدبلوماسية: مقدمة قصيرة جدًّا.
معلومات عن المترجم:
محمد فتحي خضر: مترجم مصري، عمل في المركز القومي للترجمة، ومؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة في الفترة بين 2012م – 2019م، وحاز جائزة المركز القومي للترجمة عن كتاب “البدايات: 14 مليار عام من تطور الكون”.
وترجم كتبًا أخرى منها:
أخلاق الرأسمالية.
النسبية: مقدمة قصيرة جدًّا.