بناء الطلاقة
بناء الطلاقة
تعني القراءة بطلاقة القدرة على فك الترميز واستيعاب معنى النص في الوقت نفسه؛ أي الانتقال من حل رموز الكلمات المفردة إلى الإدراك التلقائي للكلمات وعلامات الترقيم، فتخرج القراءة سلسة كسرعة الكلام، وقد تعيق الكلمات غير المعروفة الطلاقة، ولكن بالمداومة على بناء الشبكات العصبية لفك الترميز فلن يحتاج المرء إلى جهد كبير ومن ثم التركيز على معنى النص.
وتتطلب الطلاقة قراءة النص الواحد عدة مرات بأوجه مختلفة: قراءة فردية وثنائية وجماعية والترديد خلف المعلم مع التغذية التصحيحية وقياس مدى التقدم الذي أحرزه الطالب، والتدريب على تسمية الأشياء بسرعة يعزز الطلاقة؛ فكلاهما مرتبطان بنشاط القشرة الأمامية السفلية، وتعد القراءة المتكررة مفيدة حين يتفاوت مستوى الطلاقة داخل الفصل؛ فيقسَم الطلاب إلى مجموعات صغيرة لمنح فرصة كافية لكل طالب لإعادة القراءة الشفهية دون توتر أو خجل، وحين تصبح الكلمات مألوفة لديه يتجه إلى التركيز على الجملة بدلًا من الكلمة المفردة وإضفاء التعبير الصوتي المناسب للمعنى.
وتؤدي نمذجة القراءة إلى انسجام الطلاب في النشاط القرائي وتعزيز روح المثابرة لديهم، ويمكن أن تبدأ النمذجة بسؤال مثل: ماذا فعلت في الإجازة؟ لأنه حين يكون للطلاب القدرة على الإصغاء دون السخرية من الزملاء يصبحون أكثر استعدادًا للقراءة الجماعية الموجَّهة، كما أن القراءة مع بالغ أو زميل أكثر طلاقة تحفز الرغبة في الوصول إلى مستواه ومجاراته، وبخاصة مع التصحيح والعبارات المشجعة، ويمكن تحفيز بناء الطلاقة بدمج الأنشطة في وحدات عن طريق المنهاج؛ فمثلًا يمكن الحديث عن الأخلاق وعلاقاتها مع سياقات مختلفة كالدين والقانون والطب والعلوم الإنسانية، ثم بناء منهج متكامل عنها وربطه بالواقع المعاش، كما يدعم النقاش المسبق وطرح الأسئلة الذاكرةَ، ويعزز الفكرة القائلة إن الشخص الذي يفكر يتعلم.
أما ما يعيق الطلاقة فإن القراءة بصوت عالٍ تشعر بالتوتر وتزيد الأخطاء، ولكن عند خلق بيئة محفزة خالية من العبارات السلبية يجعل الخطأ فرصة للتعلم وتنبني ثقة الطلاب بأنفسهم، ويمكن الاستفادة من تطبيقات الطلاقة الإلكترونية في قياس مستوى الطلاقة واختيار المادة التعليمية المناسبة لكل قارئ.
الفكرة من كتاب تعليم الدماغ القراءة
قدمت أبحاث علم الأعصاب -منذ العقد الأخير من القرن العشرين- ثروة معرفية هائلة حول استجابة الدماغ البشري لعملية القراءة وكيفية معالجتها، وطرائق التعليم التي تحفِّز نشاط الدماغ، وتزيد من فعاليته خلال رحلة تعلُّم القراءة للصغار أو لمن يتعلمون لغة أجنبية، ومكَّنتنا من الاستفادة من مسح الدماغ في التحسين النوعي والتطوير المستمر لطرائق اكتساب وإتقان مهارة القراءة، وتمنح الدكتورة ويليس في هذا الكتاب فرصة لغير المتخصصين من خبراء التعليم وأولياء الأمور للاطلاع على آخر النتائج في ذلك الصدد.
مؤلف كتاب تعليم الدماغ القراءة
جودي ويليس: طبيبة وعالمة أعصاب ومرجع في أبحاث الدماغ فيما يتعلق بالتعلم والدماغ وارتباطات هذا البحث بأفضل ممارسات التدريس. تخرجت في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، ومارست علم الأعصاب لخمسة عشر عامًا، ثم حصلت على ماجستير التربية من الجامعة نفسها، وتفرَّغت للتدريس في المدارس الابتدائية والمتوسطة قبل أن تكرس وقتها لتقديم العروض التقديمية وإجراء ورش عمل للمعلمين وأولياء الأمور على الصعيدين الوطني والدولي.
من أبرز مؤلفاتها:
Brain-Friendly Strategies for the Inclusion Classroom
Research Based Strategies to Ignite Student Learninger
Inspiring Middle School Minds: Gifted, Creative and Challenging
معلومات عن المترجمة
سهام جمال: مترجمة، ترجمت عدة كتب من نشر مكتبة العبيكان، منها: “تعلم حب الرياضيات”، و”دليل التجميع العنقودي: كيف تتحدى الطلاب الموهوبين وحسن التحصيل الشامل”.