بناء الإيمان العميق
بناء الإيمان العميق
من الضروري أن يفرق المرء بين المركزي والهامشي، وبخاصة في مستقبل تنشغل ساحته بما لا يحصى من القضايا، ويجب أن يتشبَّع الطفل بمعاني الإيمان التي تجعل التزامه الشرعي قويًّا وحياته مستقرةً سعيدة، وأن يتحصَّن جيدًا لمواجهة التحديات التي من أهمها التيار الشهواني الجارف الذي يهدِّد عفة الشباب، وكثرة المُلهيات مما هو مباح أو محظور، وتعدد الكسب المحرم وإحاطة الشبهات بكثيرٍ من مصادر الرزق، من ضمن التحديات أيضًا عدم اكتراث الشأن العام بعالم الغيب والآخِرة ومتطلَّبات الفوز فيها، لذا ينبغي أن يفهم الطفل أن غايتنا هي عبادة الله التي خُلِقنا لها، وأن كل ما يساعد المسلم على تحقيق تلك الغاية محمود، وكل ما يحيد به عنها مذموم.
ولا يكون غرسُ الإيمان في قلوب الأطفال بالإكراه والضغط، وإنما بالقدوة الحسنة والتربية بالأفعال والسلوكيات لا الكلام، وباستغلال وقوع الأحداث المختلفة بالتنبيه إن كانت خطأ وبالتعليق العفوي إن كانت صوابًا، وحين يقدم الابن على ما يخاف المربي عواقبه فليعبِّر عن مخاوفه، ففي ذلك أسلوب ناعم للتوجيه.
الفكرة من كتاب ابن زمانه.. التربية من أجل المستقبل
هذا الكتاب واحدٌ من سلسلة “التربية الرشيدة” للمؤلف، يحاول فيه استشراف المستقبل، ويؤكد ضرورة إعداد الأطفال له ليكونوا أبناء زمانهم، ويؤكد أهمية غرس الإيمان العميق فيهم، في بيئة تربوية طيبة ثرية، مع العناية بفكرهم وأخلاقهم أيضًا، ودفعهم إلى المبادرة والقيادة والتأثير في غيرهم، وتشجيعهم على النجاح والتفوق في مختلف نواحي الحياة، ويوضح الكاتب مقاصده من خلال العديد من الحكايات والأمثلة الحياتية التي يرويها، فإن بناء جيل صالح ناجح ومشارك في الإصلاح يقتضي تربية رشيدة واعية.
مؤلف كتاب ابن زمانه.. التربية من أجل المستقبل
عبد الكريم بكار، واحد من المؤلفين البارزين في قضايا التربية والفكر الإسلامي. حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وعلى الماجستير والدكتوراه من قسم أصول اللغة بالكلية نفسها بجامعة الأزهر، وكان عنوان رسالة الدكتوراه: “الأصوات واللهجات في قراءة الكسائي”، وقاد مسيرة أكاديمية عمرها 26 عامًا بالتدريس في جامعات مختلفة، ثم استقال في 2002 ليتفرَّغ للتأليف والعمل الدعوي.
له الكثير من المحاضرات، وشارك في العديد من المجلات والصحف العربية، وألَّف أكثر من أربعين كاتبًا، منها أكاديمي متخصِّص مثل: “الصفوة من القواعد الإعرابية”، و”ابن عباس مؤسس علوم العربية”، ومنها تربوي وفكري مثل: “تأسيس عقلية الطفل”، و”العيش في الزمان الصعب”، و”ثقافة العمل الخيري”، و”نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي”، و”تشكيل عقلية إسلامية معاصرة”، و”القراءة المثمرة: مفاهيم وآليات”، و”حول التربية والتعليم”، و”المتحدث الجيد”.