بعض السعادة من فضلك
بعض السعادة من فضلك
دعنا نتساءل، ما الدافع الحقيقي يا تُرى وراء حرصنا الدؤوب على الإرضاء أو المتعة الفورية أو المكانة؟
يرى الكاتب أن الدافع وراء ذلك يتمثل في حالتين، إما خوف من أن يفوتنا شيء نعتقد أهمية معرفته، وإما أننا نبحث من خلال هذا الحرص عن الحصول على الحب أو التقدير من الآخرين، كالذي يُشارك الغير مثلًا ما يفعله يوميًّا، بأن يصوّر ويعرض ما يأكل وما يشتري وما ينوي فعله. في الواقع لا عيب في ذلك، ولكن العيب في أن نعتقد أننا أنجزنا بمجرد هذه المشاركات فقط، وكلما انشغل المرء بالتركيز على أفكاره وقيمة ما يفعله بعيدًا عن نظرة الآخرين له، لن يحتل تعلقه بالماديات والمظاهر تلك جزءًا كبيرًا في نفسه، لأنه سيكون مكتفيًا بها وراضيًا عمّا قدّمه، ومن ثم تذوب “الأنا” المحركة بشكلٍ رئيس لوهم الإنجاز.
وقد ينشغل البعض بالبحث عن المكانة الموهومة أيضًا من خلال كثرة المشتريات، أو البحث عنها بعيدًا عن مجال تخصصه ربما لعدم رضاه أو اقتناعه به، وربما يركن آخرون إلى عدم البحث عن المكانة أصلًا بشكل فعليِّ، لأنهم قد توارثوها من آبائهم وقدمت لهم على طبقٍ من ذهب، ولكن في النهاية يبقى مجرد الكلام عن الحصول على المكانة الحقيقية بشكلٍ صحيح أسهل بكثيرٍ مما يمكن عمله على أرض الواقع، فالوعي بالمشكلةِ والبدء في حلّها لا شك أنه يتطلب جهدًا لا بأس به.
الفكرة من كتاب وهم الإنجاز: كيف يتحرك العامة وماذا يحفزّهم؟
شروعك في قراءة هذه الأسطر الآن دليل مبين على أن أمر الإنجاز يشغلك، فمن منّا لا يريد أن يكون منجزًا في حياته؟ ولكن، هل فكرنا يومًا هل ما يشغلنا بالفعل الإنجاز في ذاته أم مجرد الشعور بالإنجاز؟
لا تخفى علينا جميعًا حقيقة أننا البشر نميلُ بطبيعتنا إلى كسب أكبر قدرٍ ممكنٍ من كل ما نريد، دون رغبةٍ حقيقةٍ منّا ببذل مجهودٍ يذكر في سبيل ذلك، فنبحث عن أسهل الطرق لأداء كل شيء، ونُخلّد إنجازاتنا الماضية ونعيش على أثرها دون رغبةٍ في إنجاز المزيد. يتناول الكاتب مسألةً أسماها “وهم الإنجاز”، وهي تعادل في نظره مجرد الشعور بالإنجاز، وليس العمل الحقيقي الملموس واقعيًّا، يعرض لنا القضية ويفصلها في جزأين من الكتاب، ويحاول في الجزأين الآخرين أن يعالجها، لعلّنا نصلُ بصحبته إلى نقطة انطلاقٍ تغيّر مِنّا وفينا إلى الأفضل.
مؤلف كتاب وهم الإنجاز: كيف يتحرك العامة وماذا يحفزّهم؟
أحمد مُشرف: مدّون ومؤلف سعودي معاصر، بلده الأصلي المدينة المنورة، وإقامته الحالية بمدينة جدة، مؤسس شركة “توثيق” المتخصصة بتوثيق الخبرات والتجارب، يهتم بالكتابة عن سيكولوجية الإنسان، وعن الفن والفنانين، له مدونة إلكترونية تحمل اسم amoshrif.com.
من مؤلفاته:
ثورة الفن: كيف يعمل الفنان وكيف يعمل الآخرون؟
مدوان: عن العمل والفن وسيكولوجيا الإنسان.
مئة تحت الصفر: عمار أحمد شطا.. تحولاته ودروسه وعن مستقبل الأجيال.