بعضٌ من أعماله، ووفاته
بعضٌ من أعماله، ووفاته
وُلِّيَ أحمد بن طولون على مصر بعد مبايعة المعتمد بن المتوكل بالخلافة العباسية، فبدأ أحمد بن طولون في بناء الميدان سنة ٢٥٦ هـ، كما أمر ببناءِ مسجد التنُّور سنة ٢٥٩ هـ، وفي نفس السنة ذهب إلى الإسكندرية وأمر بحفر خليجها، بالإضافة إلى ترميم المنار، وفي هذه السنة أيضًا أمر ببناء أول مارستان في مصر للمرضى، ومكانه العسكر، وبعد الانتهاء من بنائه جعل مجموعة من المساكن والأسواق وقفًا للمارستان ومسجد التنور وعَيْن وسقاية المعافر، وكان المريض يعُطى ثيابًا وغذاءً وأدوية، ويتابعه الطبيب حتى يُشفى، دون أن يدفع مقابل ذلك، وكان أحمد بن طولون يُراجع خزائنه والأطباء والمرضى يوم الجمعة، وقام أيضًا ببناء القناطر بين القرافة الصغرى -وتعني المقبرة- أسفل المقطم والقرافة الكبرى شرق القاهرة، وعندما تولَّى خَراج مصر أمر بعدم أخذ مال مقابل المراعي والمصايد والمرافق والمعادن، رغم أنها كانت تُقدَّر بمئة ألف دينار سنويًّا، ويُقال إن الله رزقه بعد ذلك بكنز فيه مليون دينار.
وفي آخر حياة أحمد بن طولون أعلن عليه الموفَّق بالله أبو أحمد طلحة الحرب وسمح بتنحيته ولعنه، ولما وصل الخبر إلى أحمد بن طولون ذهب إلى دمشق وجمع القضاة والفقهاء والأشراف وأمرهم بكتابة خلع الموفَّق من ولايته فوافقوه، ولما عَلِم الموفَّق بما فعله ابن طولون أمر أتباعه بلعنه على المنابر فلعنوه، فذهب أحمد بن طولون إلى طرسوس، فرأى حاكمها يازمان قد وضع المجانيق على سورها، فدخلها بجيوشه في جو شديد البرودة وتهطل فيه الأمطار والثلوج، فدفع يازمان ماء نهر البردان على جيش ابن طولون فأغرقهم، فرجع أحمد بن طولون إلى أَذَنة ثم ذهب إلى المصيصة فأصابه مرض، فأسرع السَّيْر إلى مصر والمرض يشتد به، حتى وصل إلى الفرما وركب إلى الفسطاط، فوصل إليها يوم الخميس الموافق العشرين من جُمادى الأخرى سنة ٢٧٠ هـ، فاشتد مرضه وأمر الناس بالدعاء له، فاستمروا بالدعاء له عدة أيام حتى وافته المنية ليلة الأحد الموافق للعاشر من ذي القعدة سنة ٢٧٠ هـ، عن عمرٍ يُناهز الخمسين عامًا حسب بعض الروايات.
الفكرة من كتاب تاريخ ووصف الجامع الطولوني
نتعرف في هذا الكتاب على الأمير أحمد بن طولون وأعماله، ونعرض أيضًا تاريخ الجامع الذي بناه فظل موجودًا إلى الآن كواحد من أقدم الآثار العربية في مصر، كما نَصِف الجامع أيضًا من الداخل والخارج، هيا بنا لنأخذ جولة في جامع ابن طولون..
مؤلف كتاب تاريخ ووصف الجامع الطولوني
محمود عكوش: مؤرخ مصري، وخبير في الآثار، ولد عام ١٨٨٥م، التحق بمدرسة الأنجال التي قام بتأسيسها الخديوي توفيق لأبنائه، وبعد إتمام دراسته عمل سكرتيرًا في لجنة حفظ الآثار العربية، كما قام بالتدريس في المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، وقدَّم له المعهد الوسام الأكاديمي، وقد عُرِف بسعة علمه بالآثار العربية والتاريخ الإسلامي، كما أنه قد أتقن اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وتوفي عام ١٩٤٤م، وسُمِّي باسمه شارع بالقاهرة في مدينة نصر.
من أعماله: “المسجد الأعظم بالمدينة”، و”مصر في عهد الإسلام”.
من الأعمال التي قام بترجمتها: “حفريات الفسطاط”، و”سلسلة تاريخية للآثار العربية”.