بعثة الصين.. وصعوبة الأيام الأولى
بعثة الصين.. وصعوبة الأيام الأولى
بالانتقال إلى الجزء الثاني من الرحلة؛ حيث الاتجاه إلى الصين وبالتحديد مدينة شيامن الواقعة بمنطقة فوجيان جنوب شرق الصين، قبالة تايوان، والتي تُعد بوابة بر الصين الرئيسة، وهي أكبر مدينة في العالم من حيث حجم تجارة المواد الحجرية، وتطرَّق الكاتب إلى صعوبات تعلُّم اللغة والزحام وتعرُّض البلاد لإعصار تايفون وفيروس سارس عام 2003م.
تبدأ القصة في صيف عام 1988م، عندما قام برنامج الابتعاث الجامعي في أرامكو السعودية بإرسال عشرة طلاب سعوديين لاستكمال دراستهم الجامعية في الصين لأول مرة، ويذكر الكاتب ما يحكيه الطالب “هيثم حسين” عن أيامه الأولى في مدينة شيامن التي كانت آنذاك في طور التكوين، حيث الحياة بدائية بسيطة، ولما وصل هو وزملاؤه استقبلهم مدير الجامعة بوليمة هائلة مطمئنًا إياهم بخُلوِّها من لحم الخنزير، لينهالوا عليها ولكن يُفاجأون بعد أن سألوا عن اسم الحساء الذي أعجبهم، فأجاب عليهم بأنه كان “حساء الضفادع”!
أما عن صعوبات تعلم اللغة، فاللغة الصينية تتكوَّن من نحو 48 ألف رمز، ويستوجب عليه هو ورفاقه أن يحفظوا الحد الأدنى منها خلال عامين لدخول الجامعة، وهو ما بين ستة إلى ثمانية آلاف رمز، والأكثر تعقيدًا أن لكل رمز من هذه الرموز أربع نغمات ومعانٍ.
ولعلَّ ما يبيِّن ذلك هو الموقف الطريف للزملاء لما حاولوا إيقاف سيدة صينية في الشارع لسؤالها، ففوجئوا بأنها بدلًا من الإجابة عليهم تبتسم متفهِّمةً، فبدلًا من أن يقولوا: “هل بالإمكان أن نسألك؟”، قالوا: “هل بالإمكان أن نُقبِّلك”، وذلك لأن رمز “ون” حسب نطقه يعني السؤال والتقبيل أيضًا، ولقد كانت الكتابة الصينية بطبيعتها أكثر صعوبة كونها كالرسم، فمثلًا كتابة “بيت” تحتاج إلى رسم سقف تحته خنزير، إذ كان يعتقد الصينيون القدماء أن المنزل لا يكتمل إلا بحظيرة خنازير.
الفكرة من كتاب أرامكويُّون.. من نهر الهان إلى سهول لومبارديا
تُعتبر شركة أرامكو السعودية أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، وتعادل أرباحها أرباح شركات أبل وجوجل وإكسون موبيل مجتمعين، هي شركة واحدة لكنها تؤمِّن عُشر إمدادات العالم من النفط، وبلا مبالغة فهي عصب الاقتصاد السعودي، إذًا فكيف هي أرامكو من الداخل؟
كيف يعمل النظام الإداري للحفاظ على هذه القوة الاقتصادية دون فقدان للسيطرة خصوصًا أن أذرعها ممتدة في الصحاري كما البحار والمحيطات، وبمعنى أوضح كيف هي حياة موظف أرامكو؟ يجيب الكاتب على هذه التساؤلات بادئًا بالبعثات الطلابية التي تنفِّذها الشركة ومرورًا بالحقول والمكاتب في دول العالم.
مؤلف كتاب أرامكويُّون.. من نهر الهان إلى سهول لومبارديا
الدكتور عبد الله المغلوث: هو كاتب صحفي ومؤلف سعودي، حصل على درجة البكالوريوس في تخصصي الاتصالات وتقنيات التسويق من جامعة ويبر الحكومية، كما نال شهادة الدكتوراه في الإعلام من جامعة سالفورد في مانشستر، تقلَّد مناصب عدة منذ بدء عمله في شركة أرامكو السعودية عام 2005، ويعمل الآن متحدثًا رسميًّا لوزارة الثقافة والإعلام ومدير مركز الاتصال الحكومي بالسعودية.
ومن أهم مؤلفاته:
غدًا أجمل.
الساعة 7:46 مساءً.
حلاوة القهوة في مرارتها.