بطولات حزينة
بطولات حزينة
جميعنا يعرف أن أجواء بطولة كأس العالم يصحبها الكثير من الفرح، سواء أكنت شخصًا محبًّا للكرة أم لا، ولكن هناك بطولات شهدت قصص حزن، ولنبدأ ببطولة إسبانيا 1982م، التي كان “نارانجيتو” البرتقالة الشعار المعبر عنها.
ضمت البطولة 24 منتخبًا بدلًا من 16، وشهدت هذه البطولة الكثير من المفاجأت، ولكن الحدث الذي بقي في الذاكرة عن البطولة هو “فضيحة خيخون”؛ إشارة إلى المدينة الإسبانية التي جرت فيها المباراة، وظُلم فيها منتخب الجزائر بعدما تواطأ الألمان والنمساويون عليه، فَصعدت ألمانيا أول المجموعة والنمسا ثانيها، بالرغم من أن الجزائر حصدت أربع نقاط مثلهما! وقد هاجمت الصحافة الألمانية منتخبها وأبدى المعلق النمساوي اعتراضًا شديدًا على ما حدث خلال المباراة، ولكن كل هذا لم يفد الجزائر وخرجت من البطولة بعد أداء قوي مقارنة بكونها أول مرة تشارك.
وثاني البطولات حزنًا هي بطولة 1994م التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان “الجرو المهاجم” الشعار المعبر عنها، وبدأت الحكايات المؤسفة من التصفيات حيث فشلت فرنسا للمرة الثانية من الصعود بعد مباراتها مع كولومبيا، وتبعها مقتل المدافع الكولومبي (سكوبار) في سيارته، وإيقاف اللاعب (مارادونا) عن اللعب قبل النهائيات بخمسة عشر شهرًا بعد التأكد من تعاطيه المنشطات، وقد حظي اللاعب الأبرز في التسعينيات (روبرتو باجيو) المأساة الكبرى، إذ كانت ركلته الخامسة والحاسمة في ركلات الترجيح بين فريقه الإيطالي والبرازيل، وبالرغم من أنه لم يُضيّع ركلة ترجيح خلال المباريات التي خاضها طوال حياته فقد فعل هذه المرة، فكانت بمنزلة نهاية لحياته.. وقد نشرت الصحافة أن باجيو مات واقفًا في هذا اليوم بالرغم من استمراره في اللعب ولكن بجسد بلا روح!
الآن إن كنت تعتقد أن ما سبق كان محزنًا فدعني أخبرك أنه في “فوليكو” شعار كأس العالم في نسختها العشرين التي أقيمت في البرازيل، أصاب الحزن شعبًا كاملًا بعد خسارته بتحقيق الألمان 5 أهداف في نصف ساعة فقط مع منتخبه، كان الحزن لا يوصف، فقد سجلت الكاميرات دموع الأطفال والكبار وحتى العجائز في المدرجات، وعلق مذيع تونسي على الحدث بأنه “فضيحة” وقد كان محقًّا، فشعب البرازيل يتنفس الكرة وإن حزنوا بسببها فيكون حزنهم أكبر من المعتاد!
الفكرة من كتاب لعيب 22×22
سواء أكنت من عشاق كرة القدم أم لا فأجواء بطولة كأس العالم ستحيط بك، ولهذا جاء هذا الكتاب ليقرب لك الصورة ويخبرك عن بداية هذه البطولة والشعارات الخاصة بها، وعن البطولات التي أفسدتها السياسة والكرة التي تصنع الأبطال، والحروب التي تُقام على البساط الأخضر. فاستعد لخوض جولة مع معشوقة الجماهير خلال البطولات الماضية.
مؤلف كتاب لعيب 22×22
عمر جوبا: كاتب مولع بالتاريخ الإسلامي يُحاول سرده بشكل سلس بعيدًا عن الكتابات الأكاديمية، عُرف في الوسط الأدبي بعمر جوبا، درس علم النفس في كلية الآداب.
من مؤلفاته:
قبس من حكايا (نُشر إلكترونيًّا).
معركة لم تبدأ بعد.
رسائل إلى الحب.