بطاقة تعريفية
بطاقة تعريفية
يحرص كل عاقل على معرفة المواد التي هو بصدد التعامل معها في عمله كالنجار مثلًا لا بدَّ أن يكون عارفًا بأنواع الأخشاب والمسامير ونحوها، ومن باب أولى من يتعامل مع الأجساد والأرواح البشرية الصغيرة “الأطفال” التي تقع مسؤولية العناية بهم على كواهلنا، إذ يولد الأطفال باستعدادات فطرية عديدة كالاستعداد للنمو الجسدي والحركي والاستعداد اللغوي والاستعداد العقلي الذي يظهر في عدة أشكال، كالقدرة على الملاحظة والتذكُّر والتخيُّل والتصور والاستعداد الانفعالي والوجداني الذي يعبِّر من خلاله عن مشاعره.
وعندما يكون الطفل في السنوات الثالثة والرابعة والخامسة يُلاحظ عليه طرح الأسئلة العديدة ليُقحِم نفسه ويفرض وجوده داخل جو الأسرة، وقد يُعاون ويُشارك في أداء بعض المهام أيضًا، وتلك الأسئلة الكثيرة التي قد تبدو مملَّة هي نشاط طبيعي من قِبَلهم يتعرَّفون به على أسماء الأشياء من حولهم، ويظهر ذلك واضحًا جليًّا لدى أطفال الثالثة، أما أطفال الرابعة فهم كثيرو الحركة والنشاط يقفزون ويلعبون فارضين سيطرتهم على العالم من حولهم، وطفل الخامسة كثيرًا ما يكون مشغولًا باللعب الإيهامي، فيصنع من العصا مكنسة ومن نفسه شرطيًّا ومن المنزل ساحة معركة!
وطفل السادسة يبدأ عهدًا جديدًا من الشعور بالمسؤولية والاعتماد شيئًا فشيئًا على النفس، تزامنًا مع سنوات الدراسة الأولى ومواجهة المدرسة والمعلمين والمواد التعليمية والزملاء ومع المذاكرة وأداء الواجبات اليومية، والمواقف المختلفة التي يمر بها كل يوم في المدرسة وحتى تنتهي سنوات التعليم، ومع تلك المواقف المتعدِّدة قد يلجأ الطفل إلى أساليب غير صحيحة، خروجًا من موقف ما أو تصويبًا لخطأ ما أو تفاديًا للعقاب.
الفكرة من كتاب الكذب في سلوك الأطفال
يشكو الكثير في بعض المجتمعات من انتشار الكذب أو النفاق، وقد نجد أن بذوره وجذوره الأساسية ترجع إلى ما تعلَّمه الطفل مما يدور في الأسرة الصغيرة التي نشأ فيها أو في مجتمع الفصل أو المدرسة.
يجمع هذا الكتاب في ثناياه أشهر الأسباب المؤدِّية إلى الكذب وكيفية التعامل معها والوقاية منها، وكيف تؤثِّر النشأة والتربية في سلوكيات الأطفال المختلفة والدور المشترك للمدرسة والمجتمع مع المنزل بالتأثير في قيم الأطفال ومبادئهم.
مؤلف كتاب الكذب في سلوك الأطفال
نخبة من الكُتَّاب والمؤلفين الباحثين في مجالات التربية وهم محمد علي قطب الهمشري، ووفاء محمد عبد الجواد، وعلي إسماعيل محمد، اشتركوا في تأليف سلسلة بعنوان “المشكلات السلوكية للأطفال”، من ضمنها هذا الكتاب الذي بين أيدينا.