بضعة مني
بضعة مني
مئات الكلمات من المواساة لا تستطيع أن تداوي ما يلم بالشخص من فقدٍ أو خسارة لروحٍ عزيزةٍ على نفسه، فأي شيءٍ قد يداوي أبوين فقدا ابنًا لهما وإن كان مجرد جنينٍ لم يكتمل؟ هل من الممكن أن تكون كلماتٌ مثل: يمكنكِ أن تنجبي غيره، أو التذكير بوجود أبناءٍ آخرين لهما، أو تقديم تأكيداتٍ مزيفة كتأكيد نسيان أمر هذا الفقد عن قريبٍ، وأن كل شيء سيعود كما كان تمامًا كافيةً لأن تطيّب تلك الجراح التي فُتحت وتشعّبت في قلبيهما؟
إن فقد الابن ليس مجرد فقدٍ لجسدٍ صغيرٍ وجزء من الإنسان، إنما فقد آمالٍ وأحلامٍ كثيرةٍ عاشت معه شهورًا وسنوات، فالشخص يتوقع، غالبًا مع تقدمه بالسن، موتَه أو موت أحد أبويه، وعلى الرغم من قسوة ذلك فإنه لا يفكر كثيرًا في احتمالية موت أحد أبنائه، فهم كالنبتة الصغيرة التي ينظر إليها دائمًا بحبٍّ ويتمنى أن يرى ثمارها، فليس من اليسير أن يرى تلك النبتة تموت أمام عينيه ولا يهتز لذلك.
يحتاج إلى أن يشعر بتقدير الآخرين لمدى حجم خسارته، أن يسألوه كيف يشعر بدلًا من أن يملوا عليه ذلك، يحتاج إلى من يمنحه الوقت الكافي لأن يحزن، لا من يصرّ في محاولاته على جعله يشفى من الحزن كذبًا كي يشعر بأنه قد قدم إليه شيئًا، يحتاج إلى من يذْكره دائمًا في دعائه، ومن يتفقد أحواله بلطفٍ بين الحين والآخر، لعل الكرب يمنعه أحيانًا التواصل مع البشر، ومجرد وجودك قد يخفف من حدة الأمر على نفسه.
الفكرة من كتاب فن المساعدة: كيف تساعد متألمًا بالقول والفعل؟
ربما لا يمر شهرٌ أو حتى أسبوع إلا ونحتاج فيه إلى أن نمد يد المساعدة لمن حولنا، سواء بالقول أو الفعل، لكننا كثيرًا ما نقف مكتوفي الأيدي لا ندري ماذا نقول أو ماذا علينا أن نفعل بالتحديد كي يكون لمساعدتنا أثر في نفس المصاب أو المتألم، فلا شك أن المصائب تلجم الشخص منا وتشتت تركيزه عن كيفية التحكم في مشاعره أو مد يد العون إلى الغير، ولكن في النهاية لا بد أن نتخطاها ونفعل ما هو واجبٌ علينا من الدعم والمساندة تجاه الناس ومن نحب.
تمدنا الكاتبة بطرق واقعيةٍ يمكننا الاستعانةُ بها في دعم كل من يتعرضون لمصابٍ ما أو يمرون بأوقاتٍ صعبة تفوق قدرة تحملهم، لعلنا نستطيع بها أن يهوّن بعضنا على بعض، ونخفف من وطأة الألم على صاحبه، ولكن قبل أن نكتشف هذه الطرق، لا بد أن نعرف أولًا المواقف التي تحتاج منِّا إلى المساعدة.
مؤلف كتاب فن المساعدة: كيف تساعد متألمًا بالقول والفعل؟
لورين ليتوربريجز: كاتبة معاصرة، تعيش في مدينة ريدلاندس الأمريكية، متزوجة ولها ثلاثة أولاد، حصلت على شهادة في علم النفس، وعملت بها لمدة تجاوزت العشرين عامًا، تميزت في مجالي الكتابة والخطابة، كما أن لها اهتمامات عدة بالمسرح والأدب والتاريخ، ولم يؤخرها اهتمامها ورعايتها لأبنائها عن أن يكون لها عملًا خاصًّا، فهي تمتلك شركة -مقرها منزلها- تهتم بأمور الكتب والتصميمات، كما أنها تخصصت أيضًا في مجال العقار، وهي تهتم بشكلٍ عام بكيفية الاستفادة من المواهب والهوايات والاهتمامات الشخصية وتوظيفها لكي تكون مشروعًا وعملًا ذا قيمة.
معلومات عن المُترجم:
هُدى بهيج: مُترجمة مصريّة، عملت على ترجمة عدد من الكُتب، منها: خمس دقائق كل يوم، إبراهيم: معجزة قفزة الإيمان، الضغوط مفاتيح الانتصار على الاكتئاب.