بصيص أمل
أحد النماذج الفلسفية الفكرية المهمة التي يتم نعتها بالخيالية والحالمة، هو تصوُّر توماس مور عن المدينة الفاضلة، والذي إذا نظرنا إليه نظرة موضوعية نجد أنه واقعي جدًّا، المدينة الفاضلة حيث الجشع مستحيل، لأن المال ليس له أي استخدام، في المدينة الفاضلة حيث إن كل شيء ملك لكل الناس، حيث تمتلئ الخزائن بالحبوب وتوزع بالعدل على كل سكانها فلا يفتقد أحد شيئًا، وليس هناك فقير ولا شحاذ، مع رفض الترف وكل ما هو بلا فائدة، وبالتالي لن يلجأ الناس إلى أعمال غير مفيدة فيمتهنون مهنًا مفيدة وفقط.
والهدف من المؤسسات الاجتماعية في المدينة الفاضلة سد الاحتياجات الخاصة بالاستهلاك العام والفردي، وهناك يتم إعطاء كل فرد الوقت الكافي بقدر الإمكان لكي يعبر من مرحلة استعباد الجسد إلى تثقيف الروح بحرية ومن ثم يتآلفون جميعًا مع السعادة الحقيقية، وهذا الأنموذج جدير أن يكون ما يحدث في العالم اليوم بدلًا من الخراب والدمار والاستعمار وغض الطرف عن الإنسان والطبيعة.
وفي ظل هذه الفوضى العالمية وسير العالم على طريق الانتحار بقيادة الغرب، يأتي بصيص أمل من الشرق، حيث صحوة آسيوية تتمثَّل في طريق يُعرف بطريق الحرير الجديد يمتد من شنغهاي إلى روتردام، يربط بينهما قطار مغناطيسي معلَّق يسير بسرعة خمسمائة كيلومتر في الساعة، حيث اجتمعت مائة وأربعة وثلاثون دولة للاشتراك في بناء الجسر الكبير عبر القارة الآسيوية والأوروبية، طريق الحرير هو طريق القرن الحادي والعشرين، الذي سيحقق أولًا وحدة الجزيرة الكبرى الآسيوية الأوروبية، وسيعطي ثمانين بالمائة من شعوب العالم النامية الإمكانات لتحقيق نمو إنساني بحت.
الفكرة من كتاب كيف صنعنا القرن العشرين؟
شهد القرن الماضي أحداثًا متسارعة على نحو كبير بما يشمل حربين عالميتين، وانقلابًا لموازين القوى في العالم وهيمنة قوة كبرى اقتصاديًّا وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وبروز الكيان الصهيوني كإحدى القوى الكبرى في العالم الحديث، لكن كيف حدث هذا التحول الكبير في الموازين خلال القرن العشرين؟
في هذا الكتاب يحاول الكاتب والسياسي الكبير روجيه جارودي أن يجيب عن سؤال كيف تمَّت صناعة القرن العشرين من خلال خبراته وقراءاته الغزيرة خلال حياته.
مؤلف كتاب كيف صنعنا القرن العشرين؟
روجيه جارودي: سياسي وفيلسوف وكاتب وعضو المقاومة الفرنسية، ولد في فرنسا، في السابع عشر من يوليو عام ألف وتسعمائة وثلاثة عشر، وتوفي في الثالث عشر من يونيو عام ألفين واثني عشر، وفي الثاني من شهر يوليو عام ألف وتسعمائة واثنين وثمانين أشهر إسلامه في المركز الإسلامي في جنيف. له عدة مؤلفات منها:
وعود الإسلام.
الإرهاب الغربي.
الإسلام دين المستقبل.
فلسطين مهد الرسالات السماوية.