بشر مثلكم
بشر مثلكم
يقول الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، ونحن هنا اليوم لنتأسَّى به في جانب واحد من حياته (ﷺ)، هو جانب المشاعر الحانية، والأحاسيس الرقيقة بينه (ﷺ) وبين زوجاته، وآل بيته، وصور الود والحب والرحمة والإحسان المتجلِّية في هذا البيت الكريم، وما يزيد تلك الصورة جلالًا وجمالًا وإبهارًا كونها لنبي مرسل عظمت همومه وأشغاله، وحمل هم العالمين، وخاض الحروب وقاد الجيوش، وأقام الدولة وخضعت له الأمم.
نبي عرج به إلى السماء وكلَّمه ربه سبحانه، وصلى بالأنبياء جميعًا، وسُخِّرت له المعجزات وقاتلت معه الملائكة، وهو على ما هو عليه وعظم مكانته وعظم أمانته، لم يغفل عن أدق حاجات آل بيته، يلاعبهم ويؤنسهم، يتغافل عن زلاتهم، ويحنو عليهم، ويرعى مريضهم ويخدمهم ويُعنى بهم، وهو الذي علَّمنا أن “كل شيء ليس من ذكر الله لهو ولعب، إلا أن يكون أربعة: ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشي الرجل بين الغرضين، وتعليم الرجل السباحة”.
بل وأكثر من ذلك كله يقوم بحاجة نفسه كلها، فيخصف نعله ويحلب شاته ويرقع قميصه،كما تقول عنه عائشة (رضي الله عنها): “كان صلى الله عليه وسلم يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم”، هكذا بكل بساطة ما يعمل الرجال في بيوتهم، ونحن على ما نحن عليه نترفَّع عن مثل ذلك، ونتعلَّل بأشغالنا أو حتى برجولتنا، فأي رجولة تلك التي نترفَّع بها عما كان يفعله أشرف الخلق!
الفكرة من كتاب اللمسات الحانية في بيت النبوة
يقول الحبيب (ﷺ): “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”، وانطلاقًا من قوله (ﷺ) يأخذنا المؤلف إلى داخل بيت النبوة، لنرى كيف كان النبي مع أهله، زوجًا محبًّا، وأبًا عطوفًا، وجدًّا رحيمًا، إذ نحن في أمسِّ الحاجة إلى أن نستقي من ذلك البيت الطاهر ما يعيننا على صلاح بيوتنا، وقد امتلأت بيوت المسلمين بالشقاق والجفاء والمشقَّة، وما هكذا كان بيت النبي وقد تعاظمت فيه الهموم الثقال.
مؤلف كتاب اللمسات الحانية في بيت النبوة
عبد اللطيف بن هاجس الغامدي: داعية إسلامي سعودي، له العديد من النشاطات في مجال إصلاح ذات البين وإصلاح المشكلات الزوجية والأسرية، وهو مدير فرع لجنة العفو وإصلاح ذات البين بجدة، وله إنتاج غزير من المؤلفات والبرامج المرئية والمسموعة، كبرنامج “وصايا”، وبرنامج “أجمل قصة حب”، وبرنامج “رسول النبوة”.
ومن مؤلفاته:
لماذا تعفو؟
ومن الحب ما قتل.
الإحسان إلى الموتى.
إلى أين السفر؟