بزوغ نجم الغرب

في القرن العشرين أثبتت التجارب أن السياسات التي طبَّقتها الدول الثرية غير فعالة في الدول التي لم تحقق التنمية بعدُ، فالنجاح الاقتصادي الهائل الذي حقَّقه نادي الدول الغنية يمكن اعتباره بمثابة بوتقة انصهر فيها العديد من العوامل الطبيعية والثقافية والتاريخية لتحقيق معجزة النجاح تلك، ونظرًا إلى اختلاف تلك العوامل بين الدول المختلفة يصبح لكل دولة خلطة التنمية الخاصة بها.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

فبالنسبة إلى العوامل الطبيعية نجد أن توافر الموارد الطبيعية يُشكِّل دفعة قوية لقاطرة التنمية خصوصًا إذا ما توافرت التكنولوجيا المناسبة للتعامل معها، فعلى سبيل المثال: كانت مناجم الفحم هي وقود الثورة الصناعية في بريطانيا بينما على النقيض تمامًا نجد أن عوامل المناخ السيئة كما في المناطق الاستوائية ربما تقف حجر عثرة نحو استفادة الدول من مقوِّماتها، على الجهة الأخرى نجد أن البناء الثقافي للدول يحدِّد إلى حدٍّ كبير طريقة تعاطيها مع قضايا التنمية والتقدم الاقتصادي، فشيوع ثقافة العمل الجاد والالتزام بالمواعيد والرغبة في الثراء والاستجابة للتطورات التكنولوجية تعد عاملًا إيجابيًّا في دفع قضية التنمية إلى الأمام والعكس صحيح، وهذا بدوره يمثل فارقًا أساسيًّا بين طبيعة العامل البشري في دولة ما عن أخرى.

من ناحية أخرى نجد أهمية الدور المنوط بالمؤسسات القانونية والنظم الاقتصادية والسياسية الحاكمة، فهي بدورها تُشكِّل الإطار العام الذي يحدِّد طبيعة مضمار التنمية الاقتصادية، ورغم احتدام الجدل حول فاعلية مثل تلك المؤسسات فإن التجارب التاريخية أثبتت فاعليتها ودورها الحاسم عبر الحِقب الزمنية المختلفة، فقضايا مثل التدخل الحكومي وحرية الأسواق وحفظ الملكية الخاصة والإنفاق العام والخصخصة والسياسات الضريبية وانتقال رؤوس الأموال ونحو ذلك من القضايا المهمة تحدِّد على نحو كبير مستقبل النمو الاقتصادي، ولا ننسى بالطبع أثر التحولات التكنولوجية والعولمة الاقتصادية في حدوث تنمية غير متساوية بين البلدان والدول المختلفة.

كيف أصبحت الدول المتقدمة بهذا الثراء اليوم، والدول الفقيرة بهذا التخلف؟ يجيبك هذا الكتاب عبر الطواف السريع في التاريخ الاقتصادي ليحكي لك القصة من البداية، فهو يعرِّج على بزوغ نجم الغرب والثورة الصناعية ونتائجها ثم يدلف إلى الصراع التكنولوجي والإمبراطوريات العظمى، ويحلِّل كذلك نماذج التنمية التي اتبعتها الدول الصاعدة اقتصاديًّا ومدى ملاءمتها لغيرها من الدول.

روبرت سي آلن Robert C. Allen: كاتب وعالم اقتصاد، من مواليد 10 يناير 1947 في ماساتشوستس، حصل على بكالوريوس الاقتصاد من كلية كارلتون، مينيسوتا في عام 1969 ودرجة الدكتوراه من جامعة هارفارد عام 1975، كما حصل على جائزة رانكي من جمعية التاريخ الاقتصادي لأعماله في عامي 1992 و2003، وشغل منصب أستاذ التاريخ الاقتصادي بجامعة أكسفورد، وزميل الأكاديمية البريطانية.

أصدر مؤلفات عدة أهمها: “من مزرعة إلى مصنع: إعادة تفسير للثورة الصناعية السوفييتية”، و”التنمية الزراعية في جنوب ميدلاندز ، 1450-1850″، و”الثورة الصناعية البريطانية في المنظور العالمي”.