بريطانيا ونشأة كرة القدم
بريطانيا ونشأة كرة القدم
من المعلوم أن إنجلترا هي مهد كرة القدم، وقد نشأت فيها بدافع أخلاقي، إذ سادت الأنا والنزعة الفردية لدى الأشخاص، ما أدَّى إلى انتشار الرذيلة، ومن ثمَّ كان يُنظر إلى كرة القدم من حيث كونها لعبة جماعية، وأنها الترياق المثالي للشعب الإنجليزي، والحل الأمثل لمحاربة الأنا والقضاء على الرذيلة، كما أنها سوف تدعم أركان الإمبراطورية البريطانية، وبسبب الدعم الذي قُدِّم لها انتشرت كرة القدم في النصف الأول من القرن التاسع عشر، إلا إن القواعد اختلفت من مدرسة إلى أخرى، إذ إن كل مدرسة كانت تلعب بطريقتها، ولم تكن هناك أي خطة لعب، ومن هنا نشأت فكرة “المراوغة بالكرة”، وبدأ حظر وتقييد فكرة مسك الكرة باليد، إلا إن حارس المرمى ظل غير مُعترف به ولم يكن مركزه مقبولًا حتى السبعينيات من القرن التاسع عشر.
ومع ذلك ظلت كرة القدم مختلفة عن كرة القدم الحديثة، فالفريق كان يتكوَّن من عناصر أكبر سنًّا هم من يركضون وراء الكرة، والباقي يصطف خلفهم للمساندة في حال ارتدت أو قطعت منهم، فيما كانت مهمة التلاميذ الأصغر هي محاولة إيقاف الخصم، ظلت المراوغة هي الأساس في إنجلترا، وكان تشكيل الفريق يتكون من لاعبين أو ثلاثة على الأكثر يقفون في الدفاع إلى جانب تسعة أو ثمانية في الهجوم، ومع تغيير قانون التسلُّل قديمًا في عام 1866، وذلك من خلال السماح للمهاجم بالتمرير شريطة أن يكون هناك ما لا يقل عن ثلاثة مدافعين وحارس مرمى، وقد أثَّر ذلك في اللاعبيين الذين نشأوا على فكرة المراوغة.
مع تغير اللوائح بمرور السنوات من مدرسة إلى أخرى خصوصًا فكرة التسلُّل، ذاع صيت انتشار التمرير (اللعب المشترك) وركل الكرة واللعب الجماعي وبخاصةٍ في أول مباراة دولية جمعت بين منتخب اسكتلندا مع إنجلترا في متنزه هامبدن بارك عام 1872، وقد لعب المنتخب الإنجليزي بتشكيلة (1-2-7)، أي بمدافع واحد واثنين في خط الوسط وسبعة مهاجمين، بينما لعب المنتخب الاسكتلندي بتشكيلة (2-2-6)، وخلال تلك المواجهة توقَّع معظم النقاد أن تفوُّق الوزن بالنسبة للمنتخب الإنجليزي سوف يُعطيه فوزًا مريحًا، إلا إن المباراة انتهت بالتعادل السلبي، كما أظهرت تفوُّق المنتخب الاسكتلندي الذي اعتمد على فكرة التمرير للهروب من أي مواجهة مباشرة كرجل لرجل، حتى لا تصب في صالح الإنجليز، فسيطروا على الكرة بذكاء، ومن هنا ظهر تفوق التمرير واللعب المشترك على المراوغة، فاتضح أن التمرير هو مستقبل لعبة كرة القدم، وظهرت تشكيلة (2-3-5) المعروفة (بالهرم) في ثمانينيات القرن التاسع عشر، وأصبحت هي الطريقة الطبيعية للعب في العالم حتى تغيير قانون التسلل.
الفكرة من كتاب الهرم المقلوب.. تاريخ تكتيكات كرة القدم
يُبيِّن الكاتب تاريخ تكتيكات كرة القدم وتطوُّرها، مُستعرِضًا أبرز معالم تطور التكتيك والتشكيل في كرة القدم منذ ابتكارها، وذلك بدايةً من تشكيل (دبليو إم)، ومرورًا بالفوضى المنظمة التي ابتكرها السوفييت وإبداعاتهم التكتيكية، وصولًا إلى الكاتيناتشو الإيطالية
مؤلف كتاب الهرم المقلوب.. تاريخ تكتيكات كرة القدم
جوناثان ويلسون: هو صحافي وكتاب بريطاني مخضرم، متخصِّص في كرة القدم، ويكتب للعديد من الصحف في المملكة المتحدة كـ(الجارديان، والإندبندنت، وسبورتس إلستريتد)، ومن كتبه إلى جانب كتابه هذا:
خلف الستار: أسفار في عالم كرة القدم في أوروبا الشرقية.
تشريح إنجلترا: تاريخ في عشر مباريات.
معلومات عن المترجم:
أحمد لطفي علي: هو صحافي ومراسل اقتصادي، ومترجم، تخرَّج في كلية الآداب قسم اللغويات الإنجليزية والترجمة من جامعة حلوان بمصر عام 2002، ومارس العمل اللغوي والصحفي في عدة دول عربية، كما عمل في السابق مديرًا لتحرير مجلة “قطر اليوم” الصادرة من الدوحة، ومن ترجماته:
سيف فارس.
حكايات شعبية من هاواي.
سلسلة الحكايات الهندية.
إلى جانب كتاب “أقنعة الثقافة العربية”.