بربروس قائدًا للأسطول العثماني
بربروس قائدًا للأسطول العثماني
شجَّعت انتصارات بربروس مسلمي الأندلس على إعلان الثورة، وقرَّر هو بدوره دعمهم بأسطول بقيادة “دلي محمد رئيس”، ويتذكر بربروس أن حملاته على الأندلس حتى لحظته هذه وصلت إلى واحدٍ وعشرين حملة، وقد أرسل السلطان إلى خير الدين يطلب منه المجيء بنفسه إلى العاصمة إسطنبول.
في موكب مهيب مُحمَّل بالهدايا الضخمة التي ينقلها المئات، وصل خير الدين وأشهر بحارته إلى قصر السلطنة “طوب كابي سراي” بإسطنبول التي تجمَّع نحو مئتي ألف من أهلها لاستقباله، وأصدر السلطان أوامره بتعيين خير الدين بربروس قائدًا للأسطول العثماني مع الإبقاء عليه أميرًا على الجزائر ولكن يعيَّن نائبًا له عليها.
أحدث خير الدين باشا إصلاحات قوية في الأسطول العثماني الضخم، كما بدأ حملات بحرية في سواحل شبه جزيرة صقلية استطاع بها فتح ثماني عشرة قلعة محققًا انتصاراتٍ ضخمة، ثم من صقلية اتجه بربروس إلى جزيرة سردينيا، ثم منها إلى الجزائر، ثم تونس التي دخلها وفتحها حتى مدينة القيروان، لكنه لم يستطع الإبقاء عليها بعدما لجأ سلطانها الهارب “مولاي الحسن” إلى الإسبان الذين قرَّروا دعمه بجيش قاده الملك كارلوس بنفسه.
كعادة الإسبان، دخل مولاي الحسن تونس ظنًّا منه أن الإسبان سيوفون بوعدهم بعدم إراقة دماء المسلمين، إلا أنهم قاموا بمذبحة قتلوا فيها نحو ثلاثين ألف مسلم، وشُبِّهت تلك المذبحة بما قام به الصليبيون عند احتلالهم بيت المقدس، أما خير الدين فقد عاد إلى الجزائر لتنظيم قواته، وأمر بالإغارة على جزر مجاورة مثل جزيرتي ميورقة ومينورقة، ثم توغل في الخليج الواقع بين إسبانيا والبرتغال، وخرَّب ميناء فارو الإسباني انتقامًا.
الفكرة من كتاب مذكرات خير الدين بربروس
في الوقت الذي علا فيه نجم دولة الإسبان التي أصبحت الأقوى في العالم باحتلال نصف أوروبا -ومنها الأندلس- واكتشاف العالم الجديد، جاء قائد بحري تركي ألبسها رداء الهزيمة وأذاق ملكها “كارلوس الخامس” مرَّ الهزيمة معلنًا سيطرة العثمانيين على البحر المتوسط.
أقام دولةً في الجزائر فأصبح ملكًا لها رغم تبعيَّته لآل عثمان، وعيَّنه السلطان قائدًا عامًّا للقوات البحرية العثمانية، فجاب البحر المتوسط طولًا وعرضًا، وأزعج وأغار على موانئ العدو وأساطيله، هو ضمن أشهر قادة عثمانيين اهتموا بإغاثة الأندلسيين؛ هو خير الدين بربروس.
مؤلف كتاب مذكرات خير الدين بربروس
خير الدين بربروس، هو قائد القوات البحرية العثمانية وحاكم الجزائر وواليها العثماني، اسمه الحقيقي خضر بن يعقوب، أسَّس هو وأخوه عرُّوج دولة بالجزائر ثم انضما بها تحت كنف الدولة العثمانية، وعملا على بدء رحلات الجهاد البحري وإنقاذ عشرات الآلاف من الأندلسيين الذين استغاثوا بهما من الإسبان، وتُعدُّ معركة بروزة الشهيرة أكبر انتصاراته على الإطلاق.
معلومات عن المترجم:
محمد دراج، هو أستاذ جامعي في علم التاريخ الحديث بجامعة الجزائر، حصل على الدكتوراه من جامعة مرمرة بإسطنبول، وله عدة مؤلفات بجانب أعماله في الترجمة أبرزها كتاب الدخول العثماني إلى الجزائر.