بداية عملية العلاج
بداية عملية العلاج
نؤمن أن التغيير ممكن في أي مرحلة عمرية وبمختلف درجات الشذوذ، سواء أكان ارتباكًا أم اضطرابًا أم ميولًا، وتساهم المعتقدات الدينية ومشاركة الأسرة بكاملها في تغذية رحلة العلاج، التي يمكن أن تمتد لشهور أو لسنوات، يعمل فيها الفرد على تقليل مشاعر الشذوذ وسلوكياته مع زيادة سلوكيات السواء ومشاعره، ويجب أن تتم رحلة العلاج برغبة الابن من خلال إقناعه، فقد يمارس الأبوان أساليب للترغيب والترهيب لكنها لن تحقق نتيجة بالإكراه، ويجب عليهما ألا ينصاعا لدعاوى الترويج وتَقبّل سلوكيات الابن أو ميوله الشاذة.
يبدأ التدخل العلاجي أو الوقائي من خلال مستشار أو طبيب نفسي متخصص له قيم دينية أو أخلاقية متوافقة مع أسرة الطفل، والبداية مع دور الأب أو بديل الأب لو لم يكن مُبادرًا، فيجب أن تكون هناك علاقة تواصل فعالة مع الابن، تجذبه نحو عالم الرجال وتبتعد الأم قليلًا عن التدخل ويشارك أيضًا الأخ الأكبر، وليتعلم الاختلافات البيولوجية بين الجنسين، ويُجاب عن أسئلته الحرجة بطريقة تربوية سليمة، وتدريجيًّا يُنتزع من عالم الأطفال وألعابهم ويعامل كصبي مراهق له شأن، ويُشجع لتكوين علاقات مع الصبية الآخرين وكسر حاجز العزلة مع بيئته المحيطة.
إذا نجح الصبي في الدخول إلى عالم أقرانه وتكوين صداقات سوية، فإنه يجتاز أغلب الطريق نحو تنمية هوية ذكورية سليمة، لأن عالم الصبية له طريقة فريدة من نوعها لدعم أفراده، ولن يشعر بمشاعر الدونية والاحتقار والرفض، ولن يخلط بين احتياجاته العاطفية وميوله الجنسية، ومن الرائع أن يمارس الرياضة أيضًا، سواء أكانت فردية أم جماعية، وإن كانت الجماعية أفضل لنموه، وتذكر أن كل ذلك يجب أن يحدث برغبته، تحت الإقناع والتشجيع والتدرج.
الفكرة من كتاب الرجولة إنجاز: دليل الآباء لوقاية الأبناء من الشذوذ الجنسي
هل ترغب في تربية أبنائك تربية سليمة؟ ومن منا لا يرغب، ولكن الرغبة وحدها لا تكفي، ففي زمننا تجتاح الصعوبات عملية التنشئة السليمة، وتمتد آثارها إلى تهديد الصحة النفسية والجسدية بل وحتى وجود الطفل نفسه، وأحد أكثر تلك الصعوبات شهرة نتيجة لعوامل معاصرة عديدة خطر الشذوذ الجنسي.
لا يقف الشذوذ أمام الدين فقط بل والفطرة الإنسانية والتاريخ البشري بأسره، مع تصاعد الدعايا الإعلامية وتوغل ذلك الخطر في منصات التواصل الاجتماعي والأفلام والمسلسلات وكل ما يصل إلى أيدي أطفالنا، زادت ضرورة وقايتهم من ذلك الخطر.
ومن الملاحظ أن نسبة الشواذ الذكور أكبر منها في الإناث، وذلك يرجع إلى عوامل سلوكية وتربوية نفسية عدة سنتعرف عليها، وعلى أكبر الأخطاء التي يقع فيها الآباء في تربيتهم للابن.
كيف نحمي أولادنا في المراحل العمرية المختلفة من تأثيرات الشذوذ الجنسي؟ وهل بالفعل يعد الشذوذ الجنسي شيئًا طبيعيًّا كما يروج له، أم استجابة لضغوط سياسية؟ وما الفرق بين الارتباك والاضطراب والشذوذ الجنسي؟ وإذا حدث وأصيب ابني ببعض من تلك المشكلات، ما الذي علي أن أفعله؟ سوف نبني الخلفية العلمية الكافية من الصفر حتى نحمي أولادنا من عالم يهاجم فطرتهم.
مؤلف كتاب الرجولة إنجاز: دليل الآباء لوقاية الأبناء من الشذوذ الجنسي
جوزيف نيكولوسي: عالم نفس سريري أمريكي ولد عام 1947م، مؤسس ورئيس سابق للجمعية الوطنية لأبحاث وعلاج الشذوذ الجنسي، التي قادها لشن حملة علاج إصلاحي للشواذ المرضى، ومحاربة الترويج للشذوذ، قدّم مؤلفات لمساعدة الآباء على حماية أسرهم، من أشهرها:
العلاج الإصلاحي للمثلية الجنسية: مدخل جديد.
دليل الآباء لمنع المثلية الجنسية.
ليندا إمز نيكولوسي: زوجة د.جوزيف، وُلدت عام 1947م، وشاركت معه في بعض مؤلفاته.
معلومات عن المترجم:
ناصر بن مشاري الأومير: مُترجم سعودي الجنسية، من منطقة الزلفي.