بداية صناعة الأنمي
بداية صناعة الأنمي
الأنمي: هي مُفردة مُشتقة من كلمة (animation) باللغة الإنجليزية، وتعني “الرسوم المُتحركة”، وقد اختُصرت لـ”أنمي” لتمييز المُنتج الياباني عن غيره، وقد بدأت رحلة الأنمي منذ عام 1917م، حينما بدأ اليابانيون بمحاولات مبدئية لصناعة أفلام الرسوم المُتحركة القصيرة، لكنّها بقيت في حالة من التذبذب حتى أواخر الحرب العالمية الثانية.
ولكن في عام 1937م شاهد “أوكاوا هيروشي” رئيس شركة تواي فيلم بياض الثلج من إنتاج شركة ديزني، فقرر بناء استوديو خاص لصناعة الرسوم المتحركة اليابانية، فأرسل وفدًا من اليابانيين إلى أمريكا لشركة ديزني، وقد استفادوا منها استفادة كبيرة، فكان أول فيلم تم انتاجه من قِبل الاستديو الياباني هو فيلم “أسطورة الأفعى البيضاء”.
وفي عام 1962م ظهر الفنّان “أوسامو تيزوكا” الذي أسس شركته الخاصّة، وأنتج من خلالها عددًا من الأعمال التي لاقت رواجًا واسعًا بين الدول مثل عمل “الفتى آسترو”.
وقد واجهت هذه الشركات عددًا من الأزمات المالية التي أعاقت نشاطها، إلا أن بعضها استطاع تخطّي تلك الأزمات والاستمرار في الإنتاج، ومن أبرز الشركات التي برزت في تلك الفترة؛ شركة استديو “غيبلي” صاحب مسلسل “عدنان ولينا” الذي كان أول مسلسل أنمي له.
وفي الثمانينيات انتعشت صناعة الانمي بشكل كبير، فصارت حاضرة ضمن الفصول الدراسيّة، وفي التسعينيات تحالفت معها بعض شركات الألعاب مثل شركة “ننتيندو”، فأُنتج في هذا العقد مسلسل “بوكيمون”، وحقق نجاحًا هائلًا بين عالم الرسوم المُتحركة، بل صارت شخصيّة “بيكاتشو” شخصيّة مشهورة ومعروفة في أكثر من مئة دولة حول العالم، ومن هذه النقطة تحديدًا تغيّر موقف الحكومة اليابانيّة من صناعة الأنمي.
فبدأت وكالة الشؤون الثقافيّة اليابانيّة بإصدار الأنمي وألعاب الفيديو، وذلك لغرض اقتصادي ولغرض آخر في غاية الضرورة؛ ألا وهو تحسين صورة اليابان أمام المجتمع الدولي، فلماذا إذًا كانت تحرص اليابان على تحسين صورتها؟
الفكرة من كتاب الأنمي وأثره في الجيل العربي
“الأنمي” هذه الرسوم المُتحركة اللطيفة، التي شكّلت جزءًا من ذكرياتنا الطفوليّة، هل تبدو جميعها بهذه البراءة التي عرفناها؟ أم أن الأمر مُختلف عن ما عرفناه من “سبيستون”؟
بلا شك؛ فالكثير من الأمور قد تغيّرت مع وجود شبكة الإنترنت وإتاحة أشكال “الأنمي” المختلفة، مما أدّى إلى انتشاره بشكل كبير بين أبناء العالم العربي، وهذا بدوره يستحق منّا الوقوف لفهم طبيعة هذا الاختراق الثقافي الجديد، وما سر انجذاب الكثير من المراهقين والشباب إليه.
ومن هنا يُقدّم لنا الكتاب دراسة تحليلية لظاهرة “الأنمي” من خلال فهم أصولها، وطبيعتها، وتأثيرها، وذلك لجعل المُربين وأولياء الأمور على قدر من الوعي بحقيقة الخطر الذي يحمله الأنمي للمجتمع العربي والإسلامي.
مؤلف كتاب الأنمي وأثره في الجيل العربي
حيدر محمد الكعبي: كاتب وباحث عراقي في المركز الإسلاميّ للدّراسات الاستراتيجيّة بالعراق، من مؤلفاته: الدراما التلفزيونية وأثرها في المجتمع.