بداية العالم
بداية العالم
تروي الأسطورة أنه كان هناك فضاء واسع ليس له حدود، كان مظلمًا ويتصف بالاضطراب والفوضى، وبعد زمن طويل انقسم إلى إلهين؛ الأم الأرض “جايا”، والسماء التي تغطي الأرض “أورانوس”، وتزوَّجا وأنجبا أولادًا، منهم اثنا عشر اتصفوا بالجمال والضخامة والقوة، وأطلق عليهم اسم “تيتان”، ومنهم ستة اتصفوا بالوحشية، ثلاثة منهم بمئة يد، أطلق عليهم “هيكاتونخيريس”، والثلاثة الآخرون بعين واحدة في وسط رأسهم، أطلق عليهم “سيكاوبس”، ولكن أورانوس كره أولاده جميعًا وبخاصةٍ الوحوش فسجنهم في المناطق السفلى من الأرض، أما جايا فلم تكرههم، واستعانت بـ”كرونوس” أصغر التيتان وأقواهم، فذبح أباه وتولى حكم العالم وتزوج بالتيتانة ريا، وأنجبا ثلاثة أولاد وثلاث بنات، ولخوفه من أن يفعل به أبناؤه مثلما فعل هو بأبيه، كان يبتلع كل مولود له، وعندما ولد أصغر أولاده “جوبيتر”، نقلته أمه إلى جزيرة كيت وتولَّت حوريتان الاهتمام به، ولما كبر قرر الانتصار على أبيه، وساعدته جايا “أم الأرض” في جعله يتقيَّأ أولاده الذين ابتلعهم، فخرجوا، وساعد جوبيتر إخوته والوحوش في الانتصار على أبيه وأمدُّوه بالصاعقة والبرق والزلزال، أما كرونوس فكان في صفه التيتان.
استقر كل فريق على جبل وبدأت الحرب واستخدم جوبيتر قواه، واستمرت وقتًا طويلًا، انتهت بانتصار جوبيتر، فحبس أعداءه في المناطق السفلى “تارتاروس”، وقسم العالم على أنصاره وتولى جوبيتر السيادة على الآلهة والبشر، وتزوج بأخته “جونو”، التي اتصفت بالجمال والعظمة والعيون الساحرة، وفي أثناء ذلك ظهر البشر في الأرض.
مرَّ البشر بتغيُّرات بتغير الآلهة، ففي العصر الذهبي لكرونوس، كانوا ينعمون بالسعادة والراحة والخير وطول العمر وعند الوفاة يأتيهم الموت كنوم هادئ، وبعد تولي جوبيتر الحكم أتى العصر الفضي، وخلق الفصول، وعانى البشر الجوع والبرد واضطروا إلى العمل وبناء البيوت، ثم أتى العصر البرونزي الذي استخدم فيه البشر الأسلحة في محاربة بعضهم بعضًا، ثم أتى العصر الحديدي الذي ظهر فيه الإجرام وإساءة استخدام النعم وعدم شكر الآلهة.
الفكرة من كتاب الأساطير اليونانية والرومانية
لاحظ القدماء ما حولهم من ظواهر طبيعية وإنسانية، واعتبروها ألغازًا حاولوا حلها ونسجوا حولها القصص والخرافات وتناقلوها من جيل إلى جيل، منها ما تعلَّق ببداية الوجود ومنها ما تعلَّق بمظاهر الفلك وبالحيوانات والنباتات، ومنها ما تعلَّق بالحب والأخلاق.
مؤلف كتاب الأساطير اليونانية والرومانية
أمين سلامة: مترجم وكاتب مصري، ولد في السودان لأسرة مُحبَّة للعلم، حصل على ليسانس الآداب في تخصُّص الدراسات القديمة من جامعة القاهرة، وعلى درجة الماجستير في الآداب اليونانية واللاتينية، شغل العديد من الأعمال ومنها أمينًا لغرفة النقود بالمكتبة العامة بجامعة القاهرة، وأمينًا بقسم الجغرافيا بنفس الجامعة، وانتدب فيها لتدريس اللغة اللاتينية، كما عمل بالتدريس في جامعات أمريكا وكندا، وفي الجامعة الأمريكية في مصر.
اهتم بدراسة التاريخ اليوناني والروماني اهتمامًا شديدًا، وداوم على السفر إلى اليونان سنويًّا لزيارة المكتبات والاطلاع على المخطوطات النادرة، برع في الترجمة، وترك للمكتبة العربية كثيرًا من أعماله والأعمال المترجمة التي كان ينقلها من لغتها الأصلية، إذ يزيد عددها على مئة وخمسين كتابًا.
من مؤلفاته: “حياتي في رحلاتي”، و”المرأة في مرآتي”، و”شباب إلى الأبد”.
من أعماله المترجمة: “الإلياذة”، و”الأوديسة”، و”فن الحب” لأوفيد.