بداية الدولة الفاطمية
بداية الدولة الفاطمية
كان مصير الخلافة الفاطمية يهدِّد بزوال عروش كثيرة مثل عرش العباسيين والإخشيديين في مصر والأغالبة في أفريقيا الشمالية والأمويين في الأندلس، ولكن كانت كل هذه العروش والمالكون غرباء عن الخلافة وآل البيت ما عدا العباسيين أبناء العمومة، حيث كانت دعوة آل البيت تشملهم جميعًا منذ ثلاثة قرون، فجميعهم من آل بيت النبي، ولكنَّ العباسيين في ذلك الوقت كانوا خائفين من نسب الفاطميين.
في فترة حكم العباسيين، قد شاع ما يُعرَف بالدول المستقلَّة عن الدولة العباسيَّة، حيث لم تكن الدولة الفاطمية وحدها مستقلة عن الدولة العباسية، بل كانت أيضًا دولة عبد الرحمن بن معاوية صقر قريش في الأندلس، وقيام كل هذه الدول كان من أسباب ضعف الدولة العباسية، والعصر العباسي بدأ يضعف آنذاك، ورفض الفاطميون إعلان الولاء للخليفة العباسي، فهم يرون أنفسهم أحق بقيادة العالم الإسلامي، لذلك كانوا يسعون لإقامة دولة جديدة والقضاء على الخلافة العباسية.
وبعد القضاء على دولة الأغالبة نجح الفاطميون في إقامة دولتهم في شمال أفريقيا على يد عبيد الله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية، وقاموا بتأسيس مدينة القيروان في تونس واتخذوها عاصمة لهم حتى تأسيسهم مدينة القاهرة في مصر، والتي أصبحت بعد تأسيسها عاصمة الخلافة الفاطمية.
الفكرة من كتاب فاطمة الزهراء والفاطميون
يتناول هذا الكتاب سيرة سيدة سليلة شرف لا تنازعها فيه واحدة من بنات حواء، سيدة أخذت مكانها الرفيع بين أعلام النساء على مر التاريخ، وهي السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ﷺ، ويعرِّفنا العقاد بها ابنةً وزوجةً للخليفة وأمًّا للشهداء، ويطالعنا على أبرز محطات حياتها ومواقفها عن قرب منذ النشأة حتى الوفاة، ويعرفنا تاريخ الدولة الفاطمية والعلاقة بينها وبين الإسماعيليين والعباسيين منذ بداية الدولة الفاطمية حتى نهايتها وأبرز أحداثها الفارقة.
مؤلف كتاب فاطمة الزهراء والفاطميون
عباس العقاد: كاتب ومفكر ومؤرخ مصري، وُلِد بأسوان عام 1889، لُقِّب بالعقاد نسبة إلى جده الذي كان يعمل بأحد مصانع الحرير، ولم يحصل من الشهادات إلا على التعليم الابتدائي، ولكن ظهر نبوغه في مجالات مختلفة بسبب عكوفه على القراءة والتثقيف الذاتي، فكان يكتب في السياسة والفلسفة والأدب والنقد والشعر وتراجم الأعلام ومشاهير الفكر.
وقد نال عضوية مجمع اللغة العربية، وكان عُضْوًا مُراسِلًا للمجمع ببغداد ودمشق، كما منحته جامعة القاهرة الدكتوراه الفخرية، ولكنه رفضها مثل جائزة الدولة التقديرية، وأسَّس مع المازني وعبد الرحمن شكري مدرسة “الديوان”، ومن أشهر مؤلفاته: سيرته الذاتية “أنا” وسلسلة “العبقريات” و”ساعات بين الكتب” وغيرها، وله رواية واحدة فقط بين كل مؤلفاته وهي “سارة”.