بداية الحكاية
بداية الحكاية
يقدَّر عمر أقدم حبات الأرز بخمسة عشر ألف سنة، وفي ذلك الوقت نشأت المجتمعات الزراعية مع تدجين النباتات، وكان الأرز من الحبوب المفضَّلة فيها، إضافةً إلى القمح والشعير والدُّخن والذرة، ويرى مؤرخون أن النساء كن أول من زرع الأرز قرب ضفاف الأنهار، ويرى آخرون أنه لم يكن ينمو إلا في المناطق المرتفعة أول الأمر، وتاريخ الأرز بدأ في الهند والصين في سفوح جبال الهيمالايا، ثم انتقل من هناك إلى اليابان وإندونيسيا وسريلانكا.
في الصين، استُخدم الأرز الدَّبِق بعد طبخه ومزجه بالرمل والجير في بناء سور الصين العظيم، وكان غذاء الجيش وأمنًا من المجاعات، وكان الأرز الأبيض جزءًا من الأطباق الفاخرة على موائد الإمبراطور الصيني، وكان نقل الأرز في الصين وإلى خارجها على مراكب في القنوات المائية، أو مع القوافل التي تسير في طريق الحرير الشهير، وكان التجار يُقايضون الأرز بمعدن القصدير أو اللوز أو التوابل أو البخور أو العاج أو الخشب، وكان معيارًا لوحدات المقايضة كمعيار الذهب الآن وإن لم يكن هو السلعة المستبدلة.
أما في الهند وأفغانستان، فيُعتقد أن زراعة الأرز بدأت هناك قبل خمسة آلاف عام، وبدأت زراعته عند نهر الجانج قبل أكثر من أربعة آلاف عام، ثم انتقل إلى الغرب ناحية وادي السند وإلى الجنوب في شبه القارة الهندية، ووصل إلى الشرق الأوسط عبر أفغانستان وبلاد فارس قرب سنة ألف قبل الميلاد.
وفي بداية القرن الرابع الميلادي أحضر الإسكندر المقدوني الأرز من الهند إلى اليونان، وقد استخدم كعلاج طبي لوعكات البطن ومشكلات المعدة وفي موائد المناسبات، وفي القرن السابع الميلادي، وصل الأرز الآسيوي إلى بلاد البحر المتوسط، ومع الفتح الإسلامي لجنوب أوروبا، حمل المسلمون من شمال غرب أفريقيا الأرز إلى صقلية وإسبانيا في القرن العاشر الميلادي، وكانت بغداد مركزًا ثقافيًّا امتزجت فيه الثقافات والأطباق المختلفة في العالم الإسلامي، ثم كانت قرطبة عاصمة للثقافة الإسلامية واشتهرت بفنون الطهي فيها.
الفكرة من كتاب الأرز – تاريخ كوني
هل سمعت من قبل المثل الصيني القائل: “لا تستطيع أمهر ربة بيت أن تطبخ من دون الأرز.”؟ هل أنت من أولئك الذين يعُدُّون الوجبة بلا أرز وجبةً غير حقيقية؟
هل سبق أن تساءلت كيف بدأت حكاية الأرز؟ وما أنواعه وأشكاله؟ ما أثره في الثقافات المختلفة؟ وكيف تتنوَّع طرق إعداده؟ نجيب عن هذه الأسئلة في رحلتنا مع هذا الكتاب.
مؤلف كتاب الأرز – تاريخ كوني
رينيه مارتن: طاهية وكاتبة، مهتمَّة بالطبخ وتاريخ الطعام منذ صغرها، وقد بدأت رحلتها كطاهية في المطاعم الفرنسية في مدينة نيويورك، ومنها مطعم فلورِت، ثم حصلت على ماجستير الآداب في دراسات الطعام من جامعة نيويورك، وتعمل بالتدريس في مؤسسة نيويورك لتعليم الطهي، وكتبت عن تاريخ الطعام، وفن الطهي، وطرق الطعام foodways، والصناعات الغذائية، والكتاب الذي بين أيدينا هو أول كتبها، وقد نُشر عام 2014.
معلومات عن المترجمة:
عَنود حمد: مترجمة إماراتية، حصلت على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها عام 2008، دخلت مجال الترجمة أثناء دراستها الجامعية.
ترجمت ثلاث قصص أطفال مع مشروع “كلمة” الإماراتي للترجمة، هي: “الدب والفراشة”، و”كم لخيط طويل أن يطول؟”، و”حينما يولد وحش ما”، وأيضًا ترجمت هذا الكتاب ضمن نفس المشروع.