بداية الحكاية للقرصنة الاقتصادية
بداية الحكاية للقرصنة الاقتصادية
كان النهج المتبع من قبل الإمبراطوريات هو شن الحروب من أجل الحفاظ على مصالحها ومعاقبة الأمم التي تخرج عن الطاعة، ولكن العالم تغيَّر ولم يعد خيار الحرب متاحًا دائمًا، بل أحيانًا كان يتسبَّب في نتائج كارثية، وتكاليف ربما تفوق العائد منها، خصوصًا في ظل عالم تحكمه أقطاب متعددة، فلم يكن الأمر قد استتبَّ للولايات المتحدة بصورة مطلقة، فهي وإن جلست على عرش سيادة العالم بعد الحرب العالمية الثانية إلا أن السوفييت كانوا قوة يحسب لها ألف حساب لا سيما أن العالم مع كل شرارة تحدث كان على شفا الانجرار إلى حرب نووية يخسر فيها الجميع، لذا تطلَّب الأمر نوعًا جديدًا من ترويض الأمم وردها إلى حظيرة الطاعة.
فالبداية كانت مع تمرد إيران عبر انتخابها حكومة محمد مصدق في انتخابات حرة ونزيهة، حيث انقلب مصدق على المصالح الإمبريالية، حين أمَّم صناعة النفط لتدخل تحت لواء البلاد ويتم تسخيرها لخدمة الشعب الإيراني، من هنا فزعت بريطانيا صاحبة أكبر استثمارات نفطية في إيران إلى حليفتها أمريكا من أجل مساعدتها على حل عسكري يعيد الأمور إلى نصابها.
لكن أمريكا توجَّست خوفًا من تدخُّل السوفييت، لذا لجأت إلى حيلة جديدة حينما أرسلت أحد عملاء المخابرات الذي استطاع عن طريق الرشاوى والفساد وشراء الذمم تهييج الرأي العام على حكومة مصدق، وفي النهاية تم خلعه من المشهد السياسي وتنصيب آخر مكانه، وكان أول قراراته إلغاء عملية التأميم النفطية التي قام بها سلفه، وتجنبًا للحرج الدبلوماسي الذي قد ينشأ إن تم كشف أمر هذا العميل فقد تم القيام بنشاط تلك القرصنة الاقتصادية عبر واجهة من الشركات الخاصة تقوم بتوظيف العملاء وتدريبهم.
الفكرة من كتاب الاغتيال الاقتصادي للأمم
“هناك طريقتان لاستعباد أمة ما، الأولى بالسيف، والثانية من خلال الديون”.. إن أردت معرفة سر الديون الضخمة في الدول النامية عليك أن تتعقَّب القتلة الاقتصاديين، لذا عليك قراءة هذا الكتاب، فهو يوضح الزواج الكاثوليكي بين الحكومة الأمريكية من جهة والبنوك والشركات الكبرى من جهة أخرى، كما يُجيبك بشجاعة عن السؤال المحير: كيف سيطرت الولايات المتحدة الأمريكية على اقتصادات أغلب الدول النامية؟
مؤلف كتاب الاغتيال الاقتصادي للأمم
جون بركنز John Perkins: خبير اقتصادي دولي، من مواليد 28 يناير 1945 في هانوفر نيوهامبشير بالولايات المتحدة، حصل على درجة البكالوريوس من كلية إدارة الأعمال عام 1968 بجامعة بوسطن، عمل في وكالة الأمن القومي (NSA) كقرصان اقتصادي، كما التحق بالعمل في إحدى أكبر شركات الاستشارات العالمية وأصبح مديرًا لخبراء الاقتصاد وواضعي الخطط، تعرَّف من خلالها على العالم السري للمؤسسات المالية وكيفية استغلالها للدول الفقيرة.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
التحول.
كشف الذات.
العالم كما تحلم به.
تخلص من القلق.
روح قبائل الشوار.