بداية الحرب.. واشتعال الثورة
بداية الحرب.. واشتعال الثورة
دخلت بريطانيا الحرب العالمية الأولى، وعمل البريطانيون على طمأنة الفلاحين في القرى المصرية بأنهم لن يطلبوا أي شيء منهم سوى عدم مساعدة الأعداء، لكن سرعان ما وجد الفلاح المصري نفسه مطالَبًا بالتطوُّع في العمل بجوار القوات البريطانية، بل وتقديم ماشيته، وكل هذا بإجبار من العمدة والمأمور أنفسهما، ثم وصل الأمر إلى مصادرة المحاصيل والمزروعات، ليزداد الغضب وتأتي ثورة عام 1919م بقيادة سعد زغلول، ثم تم إعلان قانون الطوارئ البريطاني والقبض على سعد زغلول وأتباعه ونفيهم إلى جزيرة مالطة.
وقد أشار راسل بشكل خاص إلى مظاهرات الطلبة، وخصوصًا طلبة الأزهر، وكان يتم تخريب العربات ولمبات الإضاءة، وقذف الجنود البريطانيين بالحجارة، وحاول راسل بحكم منصبه ضبط تلك الاضطرابات بالتعاون مع الشرطة المصرية، لكن خرجت الأمور عن السيطرة، ليطلب راسل النجدة من السلطات العسكرية البريطانية والجيش المصري، لكن رفض الجيش مواجهتهم باعتبارهم طلبة.
ووصلت حدَّة الاضطرابات إلى تعيين الجنرال موريس بمنصب قائد القوات البريطانية بالقاهرة بدلًا من الجنرال واطسون، وكان الشغب قد وصل إلى جميع أنحاء البلاد وبخاصةٍ طنطا وقليوب والصعيد عبر قطارات السكة الحديد، وقد استدعى القائد العام البريطاني، الجنرال بولفين، راسل بك وأمره باحتلال الجامع الأزهر، ليجيبه راسل أن قواته قليلة العدد، وأن الشرطة المصرية لن تقبل بذلك.
وقد أُعجِب راسل بعدة مشاهد، كمشاركة النساء بشكل مباشر في هذه الثورة، وكذلك في عام 1932م، عندما قرَّر الوفديون بقيادة مصطفى النحاس باشا ترك اعتصامهم في عربة قطار نظرًا إلى حالة راسل الصحية، وذلك بعدما تعرَّض راسل للإغماء خلال محاولاته إقناعهم بترك اعتصامهم.وقد أُعجِب راسل بعدة مشاهد، كمشاركة النساء بشكل مباشر في هذه الثورة، وكذلك في عام 1932م، عندما قرَّر الوفديون بقيادة مصطفى النحاس باشا ترك اعتصامهم في عربة قطار نظرًا إلى حالة راسل الصحية، وذلك بعدما تعرَّض راسل للإغماء خلال محاولاته إقناعهم بترك اعتصامهم.
الفكرة من كتاب النسخة النادرة من مذكرات توماس راسل.. حكمدار القاهرة 1902/ 1946
في عام 1902م، بدأ توماس راسل حياته في مصر بالعمل لدى وزارة الداخلية أثناء الاحتلال البريطاني، وما هي إلا أعوام قليلة حتى استطاع أن يتولَّى منصب حكمدار القاهرة، وهي مكانة مهمة تجعله على رأس شرطة العاصمة، إلا إنه كان مختلفًا بعض الشيء عما عرفه المصريون من الإنجليز، فقد أحدث تطوُّرات واسعة في وقت عانت فيه مصر من الجريمة وانتشار المخدرات التي أهلكت نصف سكانها آنذاك.
ولعلَّ ما يميِّز هذا الكتاب هو سرده الصريح لفترة ندر الحديث عنها في سجلات التاريخ، والتي تتطرَّق إلى أحوال مصر في بداية القرن العشرين، والتي يسردها أخطر وأدهى رجال البوليس الإنجليز آنذاك، ومؤسس أول مكتب لمكافحة المخدرات في مصر، توماس راسل.
مؤلف كتاب النسخة النادرة من مذكرات توماس راسل.. حكمدار القاهرة 1902/ 1946
توماس وينتورث راسل: (1879-1954) هو ضابط شرطة إنجليزي خَدَم في مصر أثناء فترة الاستعمار الإنجليزي، وقد درس العلوم الإنسانية في جامعة كامبريدج، ثم اتجه إلى العمل بوزارة الداخلية المصرية بعد أن استقر وعاش معظم حياته في مصر، وتولَّى منصب حكمدار القاهرة برتبة فريق أول، وهو أعلى منصب أمني بالعاصمة، ويُذكر لراسل أساليبه الجديدة التي أدخلها في الشرطة المصرية، ونجاحه في مكافحة المخدِّرات التي كانت قد وصلت ذروتها خلال أواخر العشرينيات.
معلومات عن المترجم:
مصطفى عبيد: هو كاتب وصحفي وباحث تاريخي ومترجم مصري، تخرَّج في قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار بجامعة القاهرة، وقد عمل بالصحافة والتأليف والترجمة، ومن مؤلفاته كتاب “كتب هزَّت مصر”.