بداية الحب الرومانسي
بداية الحب الرومانسي
في سن المراهقة يعيش الفتية والفتيات حبهم الأول، وينغمسون في دوامة من اللحظات الرومانسية، التي تشمل: النظرات واللمسات والكلمات العاطفية، وفي تلك الأثناء يفرز المخ هرمون الدوبامين | Dopamine، وهو ناقل عصبي يُفرز عند الشعور بالحب والاهتمام، وزيادته تحفز منطقة في المخ تسمى “مُنظمة الإثابة | Reward System” التي تُشكل نظام المُكافأة وتنشط عند تناول الطعام المفضل أو الشكولاتة أو المواد الإدمانية كالكحول والمخدرات، ويتحد الدوبامين مع هرمون يشبه الأدرينالين فيتحول الحب إلى لحظات من الجنون والانفتاح والإدمان على الآخر مع فرط الحركة وفقدان التحكم، ولذلك قد يتحدث حبيبان على الهاتف لساعات دون كلل أو ملل، وهناك من ينتحر أو يُقتل باسم الحب، ومن يفقد عقله عند فقدان من يحب، فالحب يدفع البشر إلى تصرفات من الصعب فعلها في الأوقات العادية.
وتُعد المشاعر الملتهبة والتصرفات المتهورة في الحب مؤامرة من المخ غرضها استمرار الجنس البشري، فغالبًا يترافق الحب الرومانسي مع الشهوة لإنجاب الأطفال، بالإضافة إلى الاندماج العميق مع الطرف الآخر وعدم الشعور بالسعادة إلا في حضرته، فيتحول الجنس من وسيلة لنقل الجينات إلى وسيلة للتقارب العاطفي، مما يدفع المحبين إلى الزواج والتخلي عن حريتهم بكامل إرادتهم.
في الزواج يختار الرجل المرأة تبعًا لمواصفات جنسية وجمالية فُطر عليها غريزيًّا، وتحب المرأة الرجل الوسيم عريض المنكبين، ولكنها عند الزواج تختار من يُؤَمّن حاجاتها ويحميها ولا يتركها وحدها مع طفلها ويختفي، إذ تتكلف بالحمل تسعة أشهر، وإرضاع الجنين لمدة عامين أو أقل، ورعايته حتى يقف على قدميه، وخلال ذلك من الصعب عليها إنجاب أطفال آخرين، في حين أن الرجل خلال تلك المدة يستطيع نقل جيناته إلى عشرات الأطفال من نساء أخريات، ولذلك قد تتزوج المرأة رجلًا غنيًّا في سن والدها، أو تقبل أن تتزوج رجلًا ناجحًا مسؤولًا دون أن تكن له مشاعر، ومن ثم تعمل النساء على أجسادهن ويعمل الرجال على جيوبهم ومناصبهم حتى تزداد فرص إعجاب كل منهم بالآخر. وبعد الزواج لا تبقى الأمور على حالها، إذ تقل مستويات الهرمونات المسؤولة عن الاندفاع نحو المُحب، ويبدأ كلا الطرفين يتساءل ما إذا كان شريك حياته ما زال يحبه ويريد قضاء الوقت معه أم لا، مما يولد الخلاف والتباعد بينهما.
الفكرة من كتاب شفرة روميو وجولييت.. أسرار الاختلافات بين الرجالة والستات
إن رحلة الزواج رحلة عظيمة تستلزم اتباع التعقل والصبر أمام المشكلات التي تواجه الزوجين، والتي تنتج غالبًا عن الاختلافات بين طبيعتيهما البيولوجية والسيكولوجية، واليوم تفتقر معظم العلاقات العاطفية إلى أبسط مبادئ التفاهم بين الطرفين، مما يجعلها سببًا للتنغيص والغم، ويصبح دوامها لمدة طويلة أمرًا صعبًا جدًّا، وجميعنا نطمح إلى إقامة علاقات سوية تجعلنا نؤمن بأنفسنا والطرف الآخر، ويُعد هذا الكتاب مُرشدًا للحصول على علاقة زوجية سعيدة مستقرة، إذ يقدم تفسيرات منطقية مبنية على أساس علمي لاختلاف طريقة تفكير وسلوك الرجل والمرأة في العلاقات العاطفية، ويوضح كيفية التواصل الفعَّال بينهما، ما يمنح العلاقة قدرًا أكبر من التفهم والرضا.
مؤلف كتاب شفرة روميو وجولييت.. أسرار الاختلافات بين الرجالة والستات
هشام الجمل: عمل في مجال التنمية البشرية لمدة تقارب الـ20 عامًا، وحصل على شهادة معتمدة في توجيه العلاقات الإنسانية، وهو المؤسس والمدير التنفيذي لشركة Quest، واحدة من أعرق وأهم شركات التدريب في مصر.