بداية التغيير
بداية التغيير
غالبًا ما يخطئ الأشخاص في طلب التغيير من شركاء حياتهم، فمثلًا هناك زوج يشتكي دائمًا أن زوجته تضيّع أغراضها وتجعله يمضي كثيرًا في البحث عن أدواتها مما يُذهِب عليه الوقت، وعلى الجانب الآخر إذا سألنا زوجته عن أسباب إهمالها، أُجزم لك أنها ستلقي باللوم عليه وستقول إن الخطأ الأساسي يصدر منه، وإنه هو الذي يعاني عدم التريّث، وقلّما يصبر عليها!
وكذلك كثيرًا ما نجد الزوجة تشتكي تحكّم زوجها وكبته لها، بينما هو في المقابل يراها متحررة ولا تلقي بالًا لنصائحه وكلماته، لذا غالبًا سيردد الطرفان: “لو أنه لم يفعل كذا لما فعلت أنا كذا!”.
إذًا.. لماذا لم تفكّر في أن الخطأ قد يكون داخل عينيك، وأن المكان الذي يجب أن تبدأ منه رحلة التغيير هو رؤيتك للأمور من منظور الطرف الآخر؟ فإذا حاولت أن تزيل الضباب وترى المشكلة بجميع أبعادها، حينئذٍ يمكنك أن تستوعب شريكك بكل صدق، إذ لا يوجد شريك كامل ولا زوج مثالي، فبدلًا من رمي الاتهامات، لماذا لا نعالج الأمر بداية من أنفسنا؟ نحن ننتظر من الطرف الآخر أن يحترمنا حتى نُظهِر له نحن رد الفعل الودود، فنقول لو احترمنا هو أولًا لكنّا أكثر تفاهمًا، ولكن هذا الانتظار والأمل الواهي لا يأتي بنتيجة في نهاية الأمر!
فنحن نحتاج إلى أن نبدأ التغيير من أنفسنا عن طريق الاهتمام بوجهة نظر الطرف الآخر وعدم إسقاط اللوم عليه.
الفكرة من كتاب تحسينات في المنزل.. دليل تشابمان للتَّفاوض في تغيير سلوك الشريك
يتزوّج كثير من الأشخاص على أمل أن يتغيّر شركاؤهم بعد الزواج، ثم سرعان ما يصطدمون بالواقع ويُلاحظون أن التغيير ليس بالشيء الهيّن السهل كما كانوا يظنّون! فتبدأ الصراعات والمشكلات بين الزوجين، وينغمس كلّ طرف في اعتقاده بأن شريكه هو الذي قد خدعه، بينما لم يخدع أحدهما الآخر، ولكنّهما لم يحسنا التصرّف وتوضيح الأمور منذ البداية، وعلى أي حال فلن يجدي التذمّر وقتها نفعًا، بل سيعود على العلاقة بأضرار أكبر! لأن العلاقة بعد الزواج تحتاج إلى الحلول العملية، لذا لا بد أن يبدأ الزوجان بتدارك الأمر والبحث عن الحلّ الفعلي لما هما عليه، فهل يمكن أن يتحسّن الأزواج بالفعل بعد الزواج؟ وهل هناك طرائق متّبعة للتغيير؟ سيشرح لنا هذا الكتاب خطوات وتفاصيل التماس التغيير الفعلي من شريك الحياة.
مؤلف كتاب تحسينات في المنزل.. دليل تشابمان للتَّفاوض في تغيير سلوك الشريك
جاري تشابمان: كاتب أمريكي الجنسية، وُلِدَ في 10 يناير 1938، وقد اهتم في كتبه بشرح لغات الحب وكيفية التعبير عنها، ومن أشهر مؤلفاته التي لاقت استحسانًا كبيرًا، كتاب “لغات الحب الخمس“، وكذلك ألَّف كتاب “لغات الحب الخمس التي يستخدمها الأطفال“، وكتاب “لغات المحبَّة الخمس للمراهقين“.
معلومات عن المترجم:
عصام داود خوري: ترجم عديدًا من الكتب مثل كتاب “القاعدة الأولى، لا تتقيّد بالقواعد: ما يقوم به أعظم مديري العالم بأسلوب مختلف“، وكتاب “52 قاعدة عملية للنجاح دون أن تخسر نفسك“.