بدائل العقاب
بدائل العقاب
تقول الكاتبة: “سألت الدكتور جينوت متى يحين وقت معاقبة الولد الذي يتجاهلك أو يتحدَّاك؟ ألا يجب أن تكون هناك عواقب لولد يُسيء التصرُّف؟ وأجابني: إن الولد يجب أن يجرِّب عواقب سوء تصرُّفه ولكن بغير العقوبة، كأن يشعر أنه في علاقة رعاية حميمية لا مكان فيها للعقوبة”، وسوف تتعجَّب من براعتك كأب أو أم إذا نظرت بعين الحكمة والهدوء في تصرُّفات أبنائك لتجد بديلًا لهم عن العقوبة يخرجون منه أكثر تعلمًا وتصرفًا صحيحًا، فهناك عدة بدائل للعقاب منها: أن تشير إلى طريقة نافعة إذا أساء التصرُّف، فبدلًا من مهاجمته بتوجيه كلمات لاذعة أو سيِّئة له أو حتى تهديده بمعاقبته، وجِّه إليه كلمات محدَّدة حازمة تدلُّ على رفضك لفعله الخاطئ بلا صراخ، وإذا زاد في سوء تصرُّفه عليك هنا تخييره بين أمرين، فإذا كان يركض بين الأشياء في السوبر ماركت مسبِّبًا خرابًا وإزعاجًا أخبره بشكل قوي: (بُني، إما أن تمشي معي وإما أن تجلس في عربة الشراء، اختر؟)، أو اختر له إذا لم يستجِب بشكل حاسم وأخبره بذلك، وهناك بعض الأخطاء التي يجب عليك تركه يعاني نتائجها كي يتعلم ويستنتج سوء فعله وما يجب عليه أن يفعله من صواب، وصِف له توقُّعاتك بشكل صريح، وعبِّر عن شعورك بحزم، ثم علِّمه كيف يقدِّم التعويضات عن سوء تصرُّفه أو إهماله في بعض الأشياء.
أما لو كانت مشكلتك مع ابنك صعبة عليك بهذه الحلول التالية؛ تكلَّم معه عن مشاعره تجاه أفعاله هذه وماذا يريد، ثم تحدث أنت عن مشاعرك من أفعاله، ثم اجلسا معًا لتفكِّرا في حلول مشتركة تصحِّح هذا الوضع ودَوِّناها معًا لكي تختار منها أحد الاقتراحات ثم تستخدمه لتقييمه، لكن لا توحِّد طرق تعاملك مع كل المواقف لأن الحزم طوال الوقت لن يجعل أبناءك جيدين، ولا السهولة المطلقة كذلك، كما أن على الوالدين التركيز في تربية أبنائهم وليس إنزال العقاب الأليم عليهم، بل تركهم لتحمُّل بعض العواقب الطبيعية الناتجة عن تصرُّفاتهم للتهذيب.
الفكرة من كتاب كيف تتحدَّث فيصغي الصغار إليك وتُصغي إليهم عندما يتحدثون؟
خاضت الكاتبتان فترة طويلة من حياتيهما سعيًا للتعلُّم ولإيجاد طريقة مناسبة للآباء كي تخبراهم ماذا عليهم فعله مع أبنائهم، وقد كان هذا التساؤل وما زال صعبًا على أي مُحاضر تربوي أو مُربٍّ أو أي مسؤول ومهتم بالتربية، فقد قضى بعض الآباء ورش عمل كثيرة مع الدكتور هايم جينوت، وهو اختصاصي علم نفس الطفل والوالدين، واكتسبوا مهارات متعدِّدة للتعامل مع أنفسهم وأبنائهم، لكن تظلُّ علاقة الوالدين مع أطفالهم فريدة من نوعها حتى لو تشابهت المشكلات والمميزات تظل مثل البصمة لكل واحد منهم أمر خاص به، ولم يكن ولن يكون هناك نصائح محدَّدة في التربية، بل ربما سنطلق عليها نوعًا من الإطار أو التوصيات والإشارات إلى الطرق السليمة نفسيًّا في التعامل مع طفلك، وهذا ما سيأخذنا إليه هذا الكتاب اليوم حول مساعدة أطفالك على التعامل مع مشاعرهم والعقاب وغيره.
مؤلف كتاب كيف تتحدَّث فيصغي الصغار إليك وتُصغي إليهم عندما يتحدثون؟
إديل فابر: تخرَّجت في كلية كوينز بدرجة البكالوريوس في المسرح والدراما، وحصلت على درجة الماجستير في التربية من جامعة نيويورك، كما عملت بالتدريس في المدارس الثانوية بمدينة نيويورك لمدة ثماني سنوات، وكانت فابر أيضًا عضوًا سابقًا في هيئة التدريس في المدرسة الجديدة للبحوث الاجتماعية في نيويورك ومعهد الحياة الأسرية بجامعة لونغ آيلاند.
ولها مؤلفات عديدة أخرى مثل: “أشقاء بلا تنافس: كيف تساعد أطفالك على العيش معًا حتى تتمكَّن من العيش أيضًا”.
إلين مازليش: مؤلفة أمريكية، ومعلمة للوالدين، كتبت عن مساعدة الآباء والمعلمين على التواصل بشكل أفضل مع الأطفال، حصلت على شهادة في فنون المسرح من جامعة نيويورك، قبل أن تقضي وقتًا كاملًا في تربية أطفالها الثلاثة، عملت بتدريس وتطوير برامج درامية للأطفال في منازل المستوطنات في مدينة نيويورك.
ولها عدة مؤلفات منها: “الآباء المتحرِّرون، الأطفال المحررون: دليلك لعائلة أكثر سعادة”.
وقد اشتركتا في تأليف: “كيف تتحدث حتى يتمكَّن الأطفال من التعلم”، و”كيف تكون الوالد الذي تريده دائمًا”.
معلومات عن المترجمة:
فاطمة عصام صبري: مُترجمة، وعملت بالمكتبة المركزية جامعة دمشق، وترجمت العديد من الكتب والمقالات، ومن هذه الكتب: “كتاب “رموز العلم المقدس” لمؤلفه روني غينون، و”أسرار حرف النون” لمؤلفه روني غينون، و”مهد الحضارة الغربية في الشرق الأوسط” لمؤلفه جورج سارتون.