بدأنا العام الثالث

بدأنا العام الثالث
تبدأ مهارات الطفل في الزيادة ويمر بتغيرات سريعة في هذه الفترة، فتصبح لديه دوافع متدفقة نحو التعلم، وهي أهم فترات حياة الطفل ولن تتكرر تلك التغيرات ولن يكون لديه هذا الكم الهائل من قدرات التعلم والتطور العقلي، ويمكنه التحكم في جسده ويستطيع المشي والتسلق والقفز والركض وتعلم اللغة وطرح الأسئلة وطلب المساعدة، وتتبلور شخصيته وتتضح معالم أسلوب تعلمه في هذه الفترة، ولذلك فعلاقة الوالدين به مهمة جدًّا، فهي تضع أسس شخصيته النفسية والاجتماعية.
ويحتاج الطفل في هذه الفترة إلى التواصل الجسدي الحميم، وتبرز استقلاليته ويكون ميالًا إلى الحركة الكثيرة، ويطلب كثيرًا من الأشياء غير المنطقية ويتعمد إخافة الأم وإثارة الانتباه لأنه يحتاج إلى الاهتمام به، فهذا يساعد على توطيد العلاقة معه، ويجب البعد عن نعته بأنه مزعج، لأنه يحتاج إلى الحرية والحركة لاستكشاف العالم، فلا بد من تشجيعه ومساعدته ليطور مهاراته.
تدخل الأخلاق إلى لغته ومفهوم الصواب والخطأ ويبدأ تكوين أفكار جديدة عن هويته ويكون أكثر اهتمامًا وفضولًا بعناصر البيئة حوله.
وتبدأ فترة الفطام في النصف الثاني، ويُمهَّد لها بالتدريج المسبق بإحلال الأغذية الطيبة، وينبغي استشارة الطبيب قبل إدخال أي نوع من الطعام.
وفي هذه الأثناء يستكشف الطفل وجوده ويحاول التحقق من مفهوم الأنا عن طريق الرفض والممانعة، وتُجاب أسئلته بهدوء، كما يجب احترام مخاوفه وتوفير الأمان له، وتدريبه على النظافة، وعدم ممارسة الضغط عليه أو الانتقاد أو إظهار خيبة الأمل في تدريبه، بل من المفيد استخدام أسلوب التحفيز والمدح، فالأمر يحتاج إلى صبر ووقت.
الفكرة من كتاب اسمي طفل: تعرف على احتياجاتي، مشاعري، أساليب التعامل معي
أعظم لحظات الإنسان هي استقباله لمولود جديد، وتأتي هذه الفرحة بمسؤولية كبيرة إلى الوالدين، وتصاحب هذه المسؤولية مشكلات عدة، أكبرها وأكثرها شيوعًا تفسير سلوك الطفل الذي ينتج عنه ردات أفعال غير تربوية، مما يؤثر في نفسية الطفل والمراهق، وقد لا يشعر الأهل بهذا التأثير.
تتطلب التربية السليمة فهمًا سليمًا لنفسية الطفل وتفسيرًا دقيقًا لسلوكياته، والسنوات الست الأولى تلعب الدور الأكبر في بناء شخصية الطفل وتحديد مستقبله، ويجب أن تكون تربيته في هذه الفترة هادفة غير عشوائية، فالعفْوية تؤدي إلى فشل في العملية التربوية.
ولأهمية هذه السنوات ومن أجل عملية تربوية هادفة، يقدم لنا هذا الكتاب منهجًا تربويًّا للتعامل مع الأبناء، ويوضح ما يحدث للطفل في مراحل نموه الأولى.
مؤلف كتاب اسمي طفل: تعرف على احتياجاتي، مشاعري، أساليب التعامل معي
أحمد محمد عبد الله الشيبة النعيمي: حاصل على ماجستير علم النفس التربوي التطبيقي، باحث ومدرب تربوي وعضو الجمعية الأمريكية لعلم النفس، يعمل في تصميم برامج إعداد وتأهيل المرشدين التربويين وفي الاستشارات التربوية، كما يعمل مقدمًا ومعدًّا لعديد من البرامج التربوية.




