بحوث ابن خلدون وأوجست كونت في علم الاجتماع
بحوث ابن خلدون وأوجست كونت في علم الاجتماع
بعد ابن خلدون بأكثر من أربعة قرون لم يضف أحد شيئًا جديدًا لعلم الاجتماع، حتى جاء العلامة الفرنسي أوجست كونت في منتصف القرن التاسع عشر ووضع نظريات جديدة في الاجتماع،
وهناك أسباب دفعت أوجست إلى الكتابة في هذا العلم، وهي حرصه على إصلاح المجتمع ومعالجته من الاضطراب والفساد، فهو يرى أن هذا الفساد يرجع إلى اضطراب الفهم وفساد الفكر.
وهنا يختلف مع ابن خلدون، إذ كان دافع ابن خلدون سببًا واقعيًّا، وهو تنقية التاريخ من الأخبار الكاذبة، لكن أوجست كانت أسبابه مستمدة من فلسفته الشخصية.
أما موضوع ومنهج الدراسة فيتفق فيها كل من ابن خلدون وأوجست حتى وإن اختلفت مسمياتهما للعلم نفسه، وكذلك يتفق كلاهما في العرض المباشر لهذه الدراسة، وهو الكشف عن حقيقة الظواهر الاجتماعية، ولكنهما يختلفان في الأغراض الفرعية.
وعند النظر إلى أقسام الدراسة عند كل منهما نجد اختلافًا كبيرًا، فقد قسّم أوجست علم الاجتماع إلى قسمين، القسم الأول: هو الديناميك الاجتماعي، وذلك القسم يدرس الاجتماع الإنساني في مجمله ومراحل تطوره، أما القسم الثاني: فهو الستاتيك الاجتماعي
وهو عبارة عن دراسة الاجتماع الإنساني من ناحية استقراره وتفاصيله.
أما ابن خلدون فقسم موضوع بحثه إلى أقسام، كل قسم يضم طائفة من الظواهر الاجتماعية المتجانسة، وتناول كل طائفة من حيث الاستقرار والتطور وأيضًا من حيث التفصيل والإجمال، كأنه مزج بين الاستاتيك والديناميك،ويرى الكاتب أن منهج ابن خلدون هو الأفضل والأقرب إلى المنهج العلمي السليم.
أما النتائج التي توّصل إليها كل منهما، فقد توّصل كونت إلى قوانين مُعممة على كل الظواهر، مثل “قانون الحالات الثلاث” الذي يخص الديناميك الاجتماعي، و”قانون التضامن” في الاستاتيك الاجتماعي، ولكنهما فاسدان لعدد من الأدلة والأسباب، منها أن قانون “الحالات الثلاث” يشرح تطوّر فهم الإنسان، ويُسقط هذه المراحل على تطور فهم المجتمعات، وهو غير صحيح، أما قانون “التضامن” ففيه يوّضح أن المظاهر الاجتماعية متضامنة مع بعضها بعضًا، تعمل كأعضاء الإنسان، وهذا أيضًا واقعيًّا غير صحيح.
أما عن ابن خلدون فلم يستخلص قانونًا عامًّا، إنما استخلص أفكارًا وقوانين لكل طائفة من الظواهر الاجتماعية التي تخص الأمم التي شاهدها وعرف تاريخها، لذا كان منهجه أكثر قُربًا للواقع.
الفكرة من كتاب عبدالرحمن بن خلدون حياته وآثاره و مظاهر عبقريته
في رحلة الحياة نتقلب بين حُلوها ومُرها، وقد تغلق علينا أبواب كنا نظن أنها النجاة، فحينها قد يزورنا اليأس ويسلبنا الأمل، ولكن حين تعرف كيف تقلبت الأمور برجلٍ مثل ابن خلدون وما طبيعة البيئة التي خرج منها، وكيف صعدت به الحياة إلى أعلى المناصب، وكيف هوت به في حُطام السجون، ولكنه لم ييأس وتعلم كيف ينهض من جديد حتى أصبح يكتب الكتب ويذكره التاريخ، ولهذا يعلمنا الكاتب في كتابنا هذا كيف نستفيد من عبقريته، كيف نستفيد من رجل زار الكثير من بقاع الأرض.
مؤلف كتاب عبدالرحمن بن خلدون حياته وآثاره و مظاهر عبقريته
علي عبد الواحد وافي، كاتب ورائد من رواد علم الاجتماع العربي، مصري الجنسية ولد في أم درمان بالسودان وعمل مدرسًا لعلم النفس والتربية والاجتماع في الأزهر وجامعة القاهرة والعديد من الجامعات العربية، وتقلد مناصب أكاديمية عدة، منها عميد كلية التربية بالأزهر، وله العديد من المؤلفات منها :
تحقيق المدينة الفاضلة للفارابي.
علم اللغة.
غرائب النظام و غرائب العادات.