باب الفرج
باب الفرج
كلنا يعلم من نفسه ذنبًا عوقب به فذاق مرارة البعد عن الله، ولكن الشيطان يدخل من هذا الباب فيُقنِّطنا من رحمة ربنا وينسينا اسمه “الغفور”، ولأن تُبتلى الأجساد بالمرض أهون من أن تُبتلى الأرواح بالذنوب التي تنغِّص عليها حياتها وتحجب عنها رحمات ربها والأنس بالطاعة والقرب منه.
إن العبد ليُؤتَى من قِبَل ذنوبه ومعاصيه، فما من بلاء أو مرض أو كرب إلا ووجدت وراءه ذنبًا هتك الستر بين العبد وربه، ولكن الغفور لا يتركنا هكذا ليأسنا وضعفنا وخوفنا وقنوطنا، وإنما يلهمنا الاستغفار ويلهمنا بعد الاستغفار فرجًا ومخرجًا من الذنوب التي أحاطتنا. من كان يظن أن خالد بن الوليد صاحب الحركة الشهيرة في موقعة أُحد هو نفسه يصبح سيف الله المسلول! إن الغفور قد أبدل سيئاته حسنات وليس ذلك لخالدٍ وحده، بل لكل مستغفر تائب.
الغفور يغفر بالتوبة، ويغفر بالحسنات، ويغفر بالبلاء، ويغفر بالجمعة، ويغفر بسورة الكهف، ويغفر برمضان، ويغفر بإسباغ الوضوء فكيف تظن ظنًّا أنه لن يُغفر لك! وكيف تركن إلى يأسك وتترك أنوار ربك! لا تقنط وأتبِع السيئة الحسنة تمحُها كما أخبر المصطفى (صلى الله عليه وسلم) لتنعم بالنوم المطمئن والحياة الهنيَّة الرضيَّة، واعلم أنه ما من فرج وإلا وقد سبقه استغفار!
الفكرة من كتاب لأنك الله: رحلة إلى السماء السابعة
“إننا دون معرفة أسماء الله في صحراء تائهون تتبدَّد أيامنا في لهيب تلك الصحراء ودوامة القلق النفسي.. اختر الله: معرفة وإيمانًا ويقينًا وعبادة وخضوعًا ثم أنسًا وسعادة وهناء، أو اختر التيه والضياع والاختناق والشعور بالكآبة والتمزُّق النفسي!”.
هذا الكتاب يمس القلب ويعيد ترتيب أوراقك المبعثرة وينفض الغبار عن قلبك شيئًا فشيئًا حتى إنك لتتمنَّى في نهايته أن لم ينتهِ، كيف لا وهو يتحدَّث عن أسماء الله سبحانه!
مؤلف كتاب لأنك الله: رحلة إلى السماء السابعة
علي بن يحيى بن جابر الفيفي: كاتب سعودي، ومحاضر بقسم الشريعة واللغة العربية في كلية البرامج المشتركة بالمحالة بالسعودية، حصل على بكالوريوس في تخصُّص الدعوة، ونال درجة الماجستير في تخصُّص الدعوة والاحتساب.
له العديد المؤلفات والأبحاث العلمية، ومن أبرز مؤلفاته:
“الرجل النبيل”، و”سوار أمي”، و”حلية الوقار لجليل عطرة الأدب”، و”يوسفيات”.