بائع الملوك ومراحل تهيئة المماليك
بائع الملوك ومراحل تهيئة المماليك
كان الملك الصالح نجم الدين أيوب أكثر الأيوبيين اهتمامًا بالمماليك وجلبًا لهم، لدرجة أن أصبحوا العنصر الغالب في جيشه، وقد سميت المماليك الصالحية نسبةً لاسمه، واتخذ نجم الدين من جزيرة الروضة على النيل قاعدة ومقرًا لهم.
وقد أثارت فتوى للشيخ العز بن عبد السلام غضب المماليك، فقد نصت على أن المماليك الذين اشتراهم الصالح نجم الدين لا يحق لهم ممارسة عمليات البيع والشراء لأن المملوك لا ينفذ في تصرفه، ورأى أن الطريق الشرعي للعتق يكون بعقد مجلس لهم والمناداة عليهم لبيت مال المسلمين؛ فرُفع الأمر للسلطان الذي أنكر على الشيخ ذلك، مما دعا العز بن عبد السلام إلى الخروج من البلدة التي رفضت إقامة شرع الله، لكن السلطان استلطف الشيخ ووافق على رأيه – خوفًا من زوال مُلكه – وأمر بتطبيق فتواه، وتم صرف ثمن المماليك في نفع المسلمين، وعُرف العز بن عبد السلام حينها بـ”بائع الملوك”.
أما عن مراحل تهيئة المماليك فكانوا يمرون بعد شرائهم وجلبهم بمراحل ثلاث لتعليمهم وهي: المرحلة الأولى، وكان يتم فيها جلب المماليك صغارًا وتوزيعهم على طباق القلعة حسب أجناسهم (الطباق تعني الثكنات العسكرية)، وأول ما يتعلمونه هو القرآن الكريم والخط وآداب الشريعة الإسلامية والصلوات والأذكار، وكذلك التمرينات الرياضية، وظهر أثر تلك التربية في أطفال وشباب المماليك الذين نشأوا على تعظيم أمر الدين الإسلامي ورفع مكانة العلماء، والمرحلة الثانية، وتبدأ من سن البلوغ، وهي الخاصة بتعليم فنون الحرب وركوب الخيل والضرب بالسيف، ووصفت تلك المرحلة بالشدة في معاملة المملوك إذا أخطأ أو أظهر انحرافًا أخلاقيًّا أو دينيًّا، وقد كان يتم تقسيمهم إلى فرق يتولى تعليمها مُعلم خاص بها.
أما المرحلة الثالثة فوصفها المؤلف بمرحلة ظهور المواهب العسكرية، وكذلك الاتجاهات والكفايات السياسية، حيث تُعقد المبارزات بين المماليك، ثم يتم إرسالهم لميادين القتال، ثم يُكافأون في النهاية بمنحهم الحرية، ومنهم من يتم إبقاؤه ليتولى مناصب عسكرية وسياسية.
عُرف عن المماليك تحدثهم اللغة التركية المختلطة بالفارسية والعربية، وأتقن الكثير منهم العربية، وقد كانت الرابطة بين السيد ومماليكه قوية، ولم يتم معاملتهم معاملة الرقيق، وتأتي بعد رابطة المعلم ومماليكه رابطة الخشداشية (الزمالة) والتي بين المماليك وبعضهم.
الفكرة من كتاب السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت
إن الأمة التي تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها، وهؤلاء الذين لا يتذكرون الماضي محكوم عليهم بإعادته، بهذه العبارات يجب علينا إذا أردنا أن نسود الأرض كما كُنا، أن نتذكر عهودنا وتراثنا، أن نعرف ماضينا وتاريخنا، فلا يسعى السجين لفك قيده إلا حينما يتذكر الحرية.
يناقش الصلابي في كتابه تلك الفترة التي سبقت معركة عين جالوت، والأسباب التي أهَّلت لذلك النصر بقيادة السلطان المُظفر سيف الدين قطز، ويركز على المعركة وعلى المماليك على نحو خاص، منذ نشأتهم وحتى سيادتهم وقيام دولتهم.
مؤلف كتاب السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت
علي محمد محمد الصلابي: فقيه ومؤرخ ومحلل سياسي ليبي. نال درجة الماجستير في أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن، وحصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية.
له العديد من المؤلفات منها:
دولة السلاجقة: موسوعة الحروب الصليبية.
فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
الشورى فريضة إسلامية.
صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي.