انقسام المغول وولادة تتاري مسلم
انقسام المغول وولادة تتاري مسلم
في عام 1336م، كانت المدينة الخضراء الواقعة جنوبي بلاد سمرقند خاضعة لحكم ورثة جنكيز خان، الذين أهملوا توطيد حكمهم على البلاد بعد وفاة جدهم، وكانت توصف بلاد ما وراء النهر -آنذاك- بأنها أكثر البلاد خيرًا وإقبالًا على العلم واستقامةً في الدين.
وكان كبير شيوخ هذه المدينة الخضراء يُدعى “تراجي”، وعُرف بورعه وانقطاعه للصلاة وزهده في الدنيا، وقد رأى في منامه أن شخصًا عربيًّا مهيبًا أعطاه سيفًا، ولما لوَّح “تراجي” به خرج منه نورٌ أضاء الدنيا، فحكى “تراجي” لأحد العلماء فأخبره بأن الله سيهبه غلامًا سيبهر العالم وسيفتح القلوب للإسلام، فلما ولدت زوجته طفلًا سماه “تيمور” وتعني حديد، وهذا هو بطل قصتنا.
اهتم الأب “تراجي” بتربية ابنه “تيمور” على الإسلام، وكان دائمًا ما يحدثه عما حدث عندما بنى جنكيز خان إمبراطوريته التي كان يريد بها السيطرة على العالم، ولكن توفاه الله، ثم انقسمت تلك الإمبراطورية العظمى إلى أربعة أقسام بين أولاده، فأصبحت بلاد سمرقند وما حولها من نصيب “شاجتاي”، ثم تولى من بعده أولاده الذين أهملوا حكم البلاد فكانت حكمة الله أن يترتب على إهمالهم صعود الإسلام فيها بين قلوب العباد، فنشأ تيمور على القرآن وارتياد المساجد والجلوس مع الأئمة، وكذلك بالصيد والمبارزة والفروسية ولطالما كان هو سيد الحلبة والمنتصر الأول.
الفكرة من كتاب قاهر العالم تيمُورلنك
في الوقت الذي كان أحفاد جنكيز خان وقادتهم يفسدون في الأرض، ظهر في بلاد ما وراء النهر -أوزباكستان الآن- رجل تتاريٌ مسلم أزعج المغول فهزمهم وقضى عليهم، وبنى مملكةً ضمت روسيا وبلاد ما وراء النهر والعراق والشام، وكما بهر الدنيا فقد فعل الأفاعيل وقتل وسفك دماء المسلمين، ليحتار المؤرخون في أمره إن كان مسلمًا أم ادَّعى الإسلام؛ إنه تيمورلنك.
مؤلف كتاب قاهر العالم تيمُورلنك
السيد فرج: كاتب مصري متخصص في مجال التاريخ.
له عدة مؤلفات أهمها: “جيشنا في فلسطين”، و”حروب محمد علي”، و”وهذه هي الحرب”.