انقسام الخلية
انقسام الخلية
يتطلَّب انقسام الخلايا مضاعفة كل جزيئاتها من الأحماض النووية والبروتين والدهون، ومضاعفة أعداد بعض عضيَّاتها؛ الميتوكندريا والريبوسومات وغيرهما، حتى تتزوَّد الخلايا الوليدة بما يؤهِّلها للنمو والانقسام، وتتكوَّن دورة حياة الخلية من مرحلتين: الطور البيني (وهي المدة بين الانقسامات)، والطور الخيطي أو الانقسامي.
يتضمَّن الطور البيني ثلاثة أطوار؛ طور النمو الأول، وطور البناء (وفيه يحدث تناسخ الـDNA)، وطور النمو الثاني.. فإذا كانت المواد الغذائية غير كافية تدخل الخلية مرحلة تسمى بطور الراحة، وقد اكتشف تيم هانت بروتينات سمَّاها السيكلينات؛ تتراكم خلال أطوار محددة حيث تنتقل الخلية إلى الطور التالي بعد وصول هذه البروتينات إلى مستوى معين.
ويتكوَّن الانقسام الخيطي (الميتوزي) من خمسة أطوار: تمهيدي، ما قبل الاستوائي، استوائي، انفصالي، نهائي؛ ففي الطور التمهيدي تتكثَّف الكروموسومات لتصبح حرة، وفي الطور ما قبل الاستوائي: يذوب الغشاء النووي، وتترتَّب الكروموسومات في تراكيب ثنائية من الكروماتيدات يتصل أحدهما بالآخر عند السنترومير (القسيم المركزي)، وفي الطور الاستوائي تضغط أنيبيبات مغزل الانقسام الخيطي -المكون من زوجين من السنتريول- على الكروموسومات لتحازي مركزها فتكوِّن الصفيحة الاستوائية، وفي الطور الانفصالي تنفصل الكروماتيدات وتتجه إلى قطبي الخلية، وفي الطور النهائي تتقلَّص الخلية عند منتصفها لتشبه حبة الفول السوداني وينفلق السيتوبلازم إلى خليتين، وعندها يختفي تكثُّف الكروموسومات، يتكوَّن غلاف نووي جديد ليتم الانقسام وتدخل الخلية الطور البيني اللاحق.
لا تتبع الخلايا التكاثرية ذلك، وإنما تنقسم انقسامًا اختزاليًّا (ميوزي) ليقل عدد كروموسوماتها إلى النصف وتصبح أحادية الصبغة، ثم تندمج مع خلية أخرى تكاثرية لتكوين لاقحة ثنائية الصبغة، وتنمو إلى كائن جديد، وتُسمى هذه العملية بالتكاثر الجنسي.
تموت الخلايا كما يموت الإنسان، ينتهي أجلها بموت طبيعي، أو بحادثة كإصابة ميكانيكية أو حرارية أو تمزق لأحد مكوناتها، والمثير أن الخلية يمكن أن تنتحر كذلك! وهو ما يسمى بعملية الاستماتة أو الموت المبرمج للخلايا؛ وذلك بسبب إشارات داخلية أو خارجية تصل مستقبلات الموت على سطح الخلية نتيجة لتلف الحمض النووي أو التعرض لإشعاع، فتقتل الخلية نفسها لحماية النسيج بالكامل.
الفكرة من كتاب الخلية.. مقدمة قصيرة جدًّا
الخلايا هي اللبنة الأساسية المكوِّنة لأجسام الكائنات الحية، ولكنها ليست كيانات مصمتة تتراص جنبًا إلى جنب، بل هي نظام عجيب يجري فيه الكثير من الأحداث المثيرة والباهرة.. فممَّ تتركَّب الخلايا؟ وكيف تعمل؟ وهل تجارب العلاج الخلوي يمكن أن يقفز بها الأطباء من زراعة الأعضاء إلى زراعة الأنسجة والخلايا لعلاج كثير من الأمراض المستعصية من قَبيل علاج المثْل بالمثْل كعلاج أمراض الكبد بخلايا كبدية، كما عبَّر أحد الأطباء؟ يحاول هذا الكتاب المكثَّف وضع إجابات مفتاحية لتلك الأسئلة.
مؤلف كتاب الخلية.. مقدمة قصيرة جدًّا
– تيرينس آلن Terence Allen: عضو الجمعية البريطانية لعلم الأحياء الخلوي، وجمعية الكيمياء الحيوية والجمعية الملكية للدراسات المجهرية، له أكثر من مائتي ورقة بحثية في مختلف المجلَّات الأكاديمية.
من مؤلفاته:
Microscopy.. Very short introduction.
– جراهام كاولينج Graham Cowling: أستاذ دراسات عليا للطلاب المتخصصين في أبحاث السرطان في كلية الطب بجامعة مانشستر، وكان يعمل قبلها متخصصًا في علم الأحياء الجزيئي في المختبرات الصناعية والأكاديمية، وألَّف عددًا من الأوراق البحثية.