انطلاق علي بابا
انطلاق علي بابا
في بداية عام 1997، دعت وزارة الخارجية الصينية ما يون لتأسيس مركز التجارة الإلكترونية بالصين EDI، فانطلق إلى بكين مع فريقه وأطلقوا عدة مواقع إلكترونية تابعة للوزارة، ومن خلال عمل ما يون هناك فهم اتجاهات التطور المستقبلي للدولة وتعلم أن ينظر إلى الأمور بنظرة أشمل ومن أفق أوسع.
وفي بداية عام 1998، قرر ما يون ترك عمله مع الوزارة ليبدأ مشروعًا جديدًا، وقال لرفاقه إنه عائد إلى هانغتشو وإنه يمكنهم البقاء في بكين حيث الرواتب المرتفعة وشركات واعدة جديدة مثل ياهو، وعرض عليهم إن رغبوا في العودة معه أن يشاركوه في إنشاء شركة جديدة مقرها بيته مع راتب بسيط، لا يعرف بعد ما سيفعلونه فيها لكنه عازم على بناء أكبر موقع للتجار في العالم، وأمهلهم ثلاثة أيام للرد، فأعلنوا موافقتهم بعد خمس دقائق فقط. وبينما كان يتناول وجبة في مطعم، خطر على باله أن يسمي موقعه علي بابا، فسأل النادل إن كان يعرف علي بابا فرد ضاحكًا “افتح يا سمسم!” وكرر السؤال على المارة في الشارع ليحصل على الإجابة نفسها، وبما أنه اسم سهل معروف في أنحاء العالم، قرر اختياره.
وفي عطلة رأس السنة القمرية عام 1999 اجتمع ما يون مع أصدقائه في منزله في أول اجتماع لتأسيس الشركة، معلنًا أن أهدافها الأساسية هي أن تتطور باستمرار لثمانين عامًا، وأن يكون موقعها علي بابا من أكبر عشرة مواقع في العالم، وألا يستخدم التجار غيره. وفي الحادي والعشرين من فبراير، كان إطلاق شركة علي بابا، وسجل ما يون فيديو مع زوجته وثمانية عشر صديق من أصدقائه ملتفين حوله، وأعلن فيه بدء عملهم قائلًا إن نمط B2B الخاص بهم سيُحدث ثورة في عالم الإنترنت، ولم يكن يعني business to business التجارة للتجارة بل businessman to businessman التاجر للتاجر.
ثم وضع ما يون ماله على الطاولة قائلًا إن رأس المال هو الفائض عن الاحتياجات الأساسية، وكل شريك سيبقي لنفسه الكفاف ويساهم بفائض ماله، وإنه لن يسمح بالاقتراض من الأهل والأصدقاء لأن المخاطرة كبيرة، ولن يسمح بإجازات لعشرة أشهر، وطلب أن يكون سكن الموظفين قريبًا من منزله. كانوا يعملون بجد لست عشرة أو ثماني عشرة ساعةً يوميًّا، وكانت زوجة ما يون تعد لهم طعامًا. ولم يكن لديهم وقت ليراقبوا خصومهم، بل كان تركيزهم أن يبذلوا أقصى جهدهم لينتصروا.
الفكرة من كتاب ما يون: عبقرية قلب موازين التجارة: قصة نجاح موقع علي بابا
يروي الكتاب قصة “ما يون” المعروف بـ”جاك ما”، ورحلته في عالم الأعمال، من فاشل في المدرسة إلى مدرس لغة إنجليزية إلى رائد أعمال قلب الموازين وغير في مفهوم التجارة الدولية وأصبح من أشهر الصينيين في العالم. ويروي قصة إنشائه موقعَ “علي بابا” الشهير، الذي يعد من المشاريع الرائدة في التجارة الإلكترونية في الصين والعالم.
مؤلف كتاب ما يون: عبقرية قلب موازين التجارة: قصة نجاح موقع علي بابا
كواي داو هونغتشي، وفنغ يولن: كاتبان صينيان.
معلومات عن المترجمين:
أحمد السعيد: كاتب ومترجم وخبير في الشأن الصيني، والرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة. حصل على الدكتوراه في علم الأعراق البشرية من كلية السياسة والقانون بالصين، ومدرج لدى الحكومة الصينية خبيرًا ومستشارًا لمشروع ترويج الكتاب الصيني في العالم، فاز بجائزة التميز من الدولة الصينية للإسهام الخاص في مجال الكتاب عام 2015، وحصل أيضًا على لقب سفير القراءة لمهرجان بكين الدولي للقراءة. ومن أعماله: كتاب “الصين في المُخيلة العربية” وكتاب “سنواتي في الصين”، والمشاركة في ترجمة “تاريخ الأدب الصيني المعاصر” و”مختصر تاريخ الصين”.
ما يونغ ليانغ: رئيس مجلس إدارة بيت الحكمة للثقافة والإعلام في الصين، شارك في ترجمة كتب عدة منها:
قصة نجاح شركة هواوي.