انضمامُه لـ”أمة الإسلام”
انضمامُه لـ”أمة الإسلام”
اتبع (مالكوم) أفكارَ أمةِ الإسلام، وتبنّت هذه المنظمةُ الإسلامَ بمفاهيمَ مختلفةٍ عن العقيدةِ الإسلاميةِ، وارتكزت على العنصريةِ للرجل الأسود.
اتجه (مالكوم) في سجنِه إلى القراءةِ المتعمقة، فقرأَ مواضيعَ كثيرة، خاصةً في تاريخِ الرجل الأسود، وبعضِ الأمورِ التي كوَّنت تفكيرَه مثلِ القراءةِ عن الجيناتِ، وكيف أنَّ الرجلَ الأسودَ قد يُنتِجُ أبيضًا، ولا يمكن لرجلٍ أبيض أن يُنتِجَ أسودًا.
بدا (السجن) لمالكوم كأنه واحةٌ أو مرحلةُ اعتكافٍ علمي، وتفتَّحت بصيرتُه على عالمٍ جديد؛ فكان يقرأُ في اليومِ خمسَ عشرة َساعة، وعندما تُطفَأ أنوارُ السجنِ في العاشرةِ مساءً، كان يقرأُ على ضوءِ مِصباحِ الممرِ حتى الصباح.
قرأَ قصةَ الحضارةِ وتاريخَ العالم، وما كتبه النمساوي (مَنْدِل) في علمِ الوراثةِ، وقرأَ عن معاناة السودِ والعبيدِ والهنودِ الحمرِ من الرجلِ الأبيضِ وتجارةٍ الرقيق، وقرأَ أيضًا لمعظمِ فلاسفةِ الشرقِ والغرب، وأٌعجبَ بسبينوزا، لأنه فيلسوفٌ غيرُ أبيض. غيرت القراءةُ مجرى حياته، وكان هدفُه منها أن يحيا فكريًا؛ لأنه أدرك أن الأسودَ في أمريكا يعيش أصمًّا أبكمًا أعمى؛ بسبب بُعده عن القراءةِ والتعلم.
كما دخل في السجنِ مناظراتٍ أكسبته خبرةً في مخاطبةِ الجماهيرِ والقدرةِ على الجدل، وبدأ يدعو غيرَه من السجناءِ السود إلى حركةِ “أمة الإسلام”؛ فاشتهر أمرُه بينهم. هذه المناظراتُ العديدةُ؛ كان له فيها الباعُ الأطولُ من قوة الحُجةِ وفصاحةِ اللسان.
خرج (مالكوم) من السجن بآراءٍ تتفق مع آراءِ إليجاه محمد -زعيمِ منظّمةِ أمّةِ الإسلام- في أن البيض عاملوا غيرهم من الشعوب معاملةَ الشيطان، فعمِلَ في صفوفِ أمةِ الإسلامِ يدعو إلى الانخراطِ فيها بخُطَبِه البليغةِ وشخصيته القوية، وكان ساعدًا لا يَمَل، وذراعًا لا تكِل من القوةِ والنشاطِ والعنفوانِ؛ حتى استطاعَ جذبَ الكثيرين للانضمام إلى الحركة.
كما غير (مالكوم) اسمه من (مالكوم ليتل) إلى (مالكوم إكس)، وفسر اختيارَه لهذا الاسم بقوله: “إن إكس ترمزُ لما كنتُ عليه وما قد أصبحت، كما يعني ـ في الرياضيات ـ المجهول وغيرَ معلومِ الأصل”؛ مُفضِّلًا استخدامَ هذا الاسمِ على اللقبِ الذي مُنح لأجداده من قِبلِ مالكيهم، بعد جلبِهم من أفريقيا إلى أمريكا كالعبيد.
ولنفس الأسباب، قام العديدُ من أعضاءِ حركةِ “أمة الإسلامِ” بتغييرِ ألقابِهم إلى إكس؛ لاقتناعهم بآراء (مالكوم).
الفكرة من كتاب مالكوم إكس – سيرةٌ ذاتيةٌ
مالكوم إكس؛ هو داعيةٌ إسلاميٌ ومدافعٌ عن حقوق الإنسان، وُصِفَ أنَّه واحدٌ من أعظم الأمريكيين من أصلٍ أفريقي، وأكثرِهم تأثيرًا على مرِّ التاريخ.
صحَّح مالكوم إكس مسيرةَ الحركةِ الإسلاميةِ في أمريكا، وتحمل الأذى في دعوته إلى العقيدة ِالصحيحةِ، حتى إنه اغتيل دفاعًا عن دعوته.
مؤلف مالكوم إكس – سيرةٌ ذاتيةٌ
وُلد (أليكس هيلي) عام 1921 م في نيويورك، وخدَمَ في حرسِ الشواطِئ الأمريكي لعقدَينِ من الزمن، قبلَ أن يبدأَ مسيرتَهُ ككاتب.
أتت شهرتُه الواسعةُ بعد نشرِه روايةَ “الجذور”، والتي نالَ عنها جائزةَ بوليتزر، وحولها المنتجونَ إلى مسلسلِ قصيرِ بعد ذلك، وقد سجل (هيلي) عدةَ مقابلاتٍ مع شخصياتٍ مشهورةٍ أبرزهم: مالكوم إكس.