المحتويات
انتصار بربروس على ملك إسبانيا.. ولكن!
بدأت معركة طاحنة بين القوات الصليبية بقيادة الملك كارلوس والقوات الإسلامية بالجزائر بقيادة خير الدين بربروس، لكن المفاجأة وعكس ما كان مُتوقعًا أعمل المسلمون السيف في الجيوش الأوروبية حتى أنزلوا بهم هزيمة ساحقة وعاد ملك إسبانيا والملوك الآخرين خائبين إلى بلادهم، وقد تسبَّب ذلك النصر في أن شاع أمر خير الدين في أوروبا كلها بانتصاره على أقوى ملوك أوروبا ودخول الجزائر وتونس في ازدهار اقتصادي.
لكن المفاجأة أن سلطان تونس قد تآمر على بربروس بعدما ظن أن الأخير يطمع في ضم مملكته إلى الجزائر ليستعين بالإسبان ويحرِّض بعض القبائل بالجزائر وسلطان تلمسان، فقرَّر خير الدين التخلُّص أولًا من مشكلة تلمسان عبر مساندة الأمير مسعود الذي سرعان ما تمرَّد عليه، فقرر دعم أخيه عبد الله وتعيينه سلطانًا لتلمسان.
الآن تفرَّغ بربروس لسلطان تونس، فخرج باثني عشر ألفًا من رجاله، واستطاع أسر سلطان تونس، لكن حدث أن وصلت القبائل المتمردة من الجزائر بقيادة شخص يُدعى “ابن القاضي” وقاموا بتطويق جيش بربروس وأنزلوا بهم هزيمة كبيرة تسببت في تراجع بربروس إلى الجزائر.
هناك أعاد خير الدين تنظيم قواته، وتمكَّن بالفعل من الانتصار على جيش ابن القاضي الضخم، ثم أمر بإعدام جميع شيوخ القبائل المتمردين، لكن أحس خير الدين أن الأهالي لا يريدونه، لذا جمع جنوده وبحارته وعائلاتهم في سفنه الخمسة والعشرين، وترك مفاتيح قلعة الجزائر لابن القاضي قائلًا لرسوله: “سلِّمها لسيدك المتلهف على السلطان والملك، وليأتِ إلى الجزائر وليستمتع بالجلوس على عرشها بعد أن ولغ في دماء المسلمين”، وانتقل للاستقرار في قلعة “جيجل”، وهي أول قلعة فتحها مع أخيه.
الفكرة من كتاب مذكرات خير الدين بربروس
في الوقت الذي علا فيه نجم دولة الإسبان التي أصبحت الأقوى في العالم باحتلال نصف أوروبا -ومنها الأندلس- واكتشاف العالم الجديد، جاء قائد بحري تركي ألبسها رداء الهزيمة وأذاق ملكها “كارلوس الخامس” مرَّ الهزيمة معلنًا سيطرة العثمانيين على البحر المتوسط.
أقام دولةً في الجزائر فأصبح ملكًا لها رغم تبعيَّته لآل عثمان، وعيَّنه السلطان قائدًا عامًّا للقوات البحرية العثمانية، فجاب البحر المتوسط طولًا وعرضًا، وأزعج وأغار على موانئ العدو وأساطيله، هو ضمن أشهر قادة عثمانيين اهتموا بإغاثة الأندلسيين؛ هو خير الدين بربروس.
مؤلف كتاب مذكرات خير الدين بربروس
خير الدين بربروس، هو قائد القوات البحرية العثمانية وحاكم الجزائر وواليها العثماني، اسمه الحقيقي خضر بن يعقوب، أسَّس هو وأخوه عرُّوج دولة بالجزائر ثم انضما بها تحت كنف الدولة العثمانية، وعملا على بدء رحلات الجهاد البحري وإنقاذ عشرات الآلاف من الأندلسيين الذين استغاثوا بهما من الإسبان، وتُعدُّ معركة بروزة الشهيرة أكبر انتصاراته على الإطلاق.
معلومات عن المترجم:
محمد دراج، هو أستاذ جامعي في علم التاريخ الحديث بجامعة الجزائر، حصل على الدكتوراه من جامعة مرمرة بإسطنبول، وله عدة مؤلفات بجانب أعماله في الترجمة أبرزها كتاب الدخول العثماني إلى الجزائر.
الموضوع التالي
