انتشار الخط العربي في أوروبا والفلبين
انتشار الخط العربي في أوروبا والفلبين
انتشر الخط العربي في الأندلس عندما حكمها العرب وازدهر فيها، ولما سقط الحكم منهم، وخرجوا إلى بلاد مختلفة، وتوزَّعوا في بلاد المغرب حلَّ الخط العربي محل الخط الأفريقي، وأصبحت خطوطهم كلها على الخط الأندلسي، وافتتح العرب أيضًا فرنسا ونقلوا إليها الخط العربي، ودخل جميع سكان جنوب فرنسا في الإسلام، وتزوج منهم العرب حتى أنهم يشبهون العرب في ملامح الوجه،واستخدموا الخط العربي فترة من الزمان، وكان المسلمون حينئذٍ أرفع حضارة وأدبًا ويَنْقُل عنهم غيرهم المعارف ويتعلَّمون في مدارسهم وجوامعهم، ويحاولون تعلم الشعر العربي، كما انتشر الخط العربي في صقلية وجنوب إيطاليا، وقام المسلمون بتعميرها وتركوا آثارًا هناك باقية حتى اليوم، منها ما هو مكتوب بالخط العربي، حتى أن لغتهم مكونة من اللغة الإيطالية والعربية، وكثير من المدن هناك أسماؤها في الأصل عربية، واستمروا بعد الفتح النورماني يستخدمون اللغة العربية والخط العربي في الشؤون الرسمية والنقش على النقود.
في عهد الدولة العثمانية شاع الخط العربي في أوروبا من ناحية الشرق، حيث قام الأتراك بنشر الخط العربي فيها، واستمر في الانتشار بالتزامن مع فتوحاتهم إلى أن وصل مدينة فيينا، واستمر استخدام الخط العربي في أملاكهم في تلك البقاع، وفي منتصف القرن السابع عشر الميلادي بلغ توسُّع الدولة العثمانية مبلغًا عظيمًا، فوصلت حدودها من ناحية الشمال إلى آخر المجر، وامتلكوا بلاد اليونان وجميع جزر بحر إيجه، وغيرها من البلدان، وكذلك البلدان التي تقع بعد المجر من ناحية الشرق من ملدافيا إلى بلاد القوقاز، وجميع تلك البلدان استخدموا الخط العربي.
وبذلك يكون الخط العربي قد دخل في اللغة الإسبانيولية، ودخل كذلك في اللغة الهولندية، وكتب به كذلك مسلمو الفلبين لغة مجندناو وصولو، فبعد دخول الإسلام إليهم أخذوا الحروف العربية وكتبوا بها التراسيل والكتب الدينية والقوانين، واستخدم الصينيون الخط العربي في كتابة المؤلفات الدينية وغير الدينية.
الفكرة من كتاب انتشار الخط العربي في العالم الشرقي والعالم الغربي
يأخذنا الكاتب في جولة بداية من انتشار الإسلام حتى عمَّ الخط العربي كثيرًا من بلاد العالم الشرقي والعالم الغربي، ويعرفنا على تاريخ الخط العربي واللغات التي تُكتب به، وكذلك اللغات التي أخذ مكانها أثناء توسُّع المسلمين في فتح البلاد.
مؤلف كتاب انتشار الخط العربي في العالم الشرقي والعالم الغربي
عبد الفتاح عبادة: مؤرخ مصري وباحث اجتماعي، عمل رئيسًا لقلم التسجيل بالمحكمة الأهلية في مصر، ووافته المنية عام ١٩٢٨م.
من أعماله: “سفن الأسطول الإسلامي وأنواعها وهواتها في الإسلام”، و”نهضة المرأة المصرية والمرأة العربية في التاريخ”.