انتشار الخبر عالميًّا واعتقال البغدادي
انتشار الخبر عالميًّا واعتقال البغدادي
وصل الدكتور طالب إلى بيته ليجد أن الإذاعات العالمية في الولايات المتحدة ولندن وإيران قد نشرت تفاصيل هذا الاجتماع بعنوان مثير عن أستاذ جامعي يتحدَّى صدام حسين شخصيًّا، ليقرِّر طالب عدم التحدث مطلقًا عن تفاصيل الاجتماع وما حدث فيه إلى أي أحد حتى أصدقائه وأهله.
في صباح اليوم التالي قرَّر الدكتور طالب الذهاب لعمله وإلقاء أولى محاضراته، لكن المحاضرة لم تكتمل إذ فوجئ الحاضرون بدخول ضباط في الأمن العام ووضع الأصفاد في يد الدكتور طالب ثم وضعه في إحدى السيارات أمام الكلية، ومنها إلى مديرية الأمن العام، ثم أدخلوه إلى غرفة وجد بها بعضًا من طلابه، وقد حدث أن مسؤولًا أمنيًّا وبخه وبصق في وجهه مما نشر الخوف على طلابه، بل وانفجرت الطالبات في البكاء.
بعد بضع ساعات من الانتظار، بدأ التحقيق مع الدكتور طالب مدة عشر ساعات وبواسطة أحد عشر محققًا برئاسة مسؤول أمني يرتبط مباشرة بمجلس قيادة الثورة يُدعى عبد الرازق شريدة، وتعلق ذلك التحقيق بحياة الدكتور طالب وسلوكه وأفكاره وعلاقاته كما تضمن اتهامه بنشر أفكار متمردة لقلب نظام الحكم، وبعد كل هذا الوقت تم اقتياده إلى مكتب مدير الأمن العام واسمه عبد الخالق عبد العزيز الذي طلب منه الاعتراف بمهلة حتى الصباح وإلا سيحصل عليه بطريقته، كما أنه لم يقتنع بمحاولات البغدادي بأنه لا يملك شيئًا ليخفيه وأنه لا علاقة له بهذه التهم.
الفكرة من كتاب حكايتي مع صدام
مع صعود حزب البعث وتولي حكم العراق كانت السلطة الأمنية محكمة قبضتها على كل أمر في البلاد بتحكم مباشر من قِبَل نائب الرئيس آنذاك والحاكم الفعلي صدام حسين، وشملت هذه السيطرة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية بالعراق، وبالطبع على رأسها جامعة بغداد وكلياتها وبالأخص كلية الاقتصاد والسياسة التي شهدت في عام 1976م حدث اعتقال الدكتور طالب البغدادي في أثناء إلقائه محاضرة لطلابه، ويصبح ذلك الحدث حديث المجتمع العراقي، في هذا الكتاب يحكي لنا الدكتور طالب تفاصيل حياته في هذه الفترة وما حدث له.
مؤلف كتاب حكايتي مع صدام
د. طالب البغدادي: أستاذ جامعي عراقي، حصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية بجامعة بواتييه بفرنسا عام 1973م، وعمل أستاذًا جامعيًّا في جامعة بغداد عام 1974م وحتى اعتقاله ومنعه من العمل، ثم عمل أستاذًا جامعيًّا في جامعة الزيتونة في الأردن عام 1995م ورئيسًا لديوان رئاسة الجمهورية العراقية عام 2004م.