امرأة صالحة
امرأة صالحة
هناك سمات وخصائص لا بد أن تتعلّمها كلّ فتاة تطمح لأن تكون أمًّا صالحة وسويّة، فمن الضروري أن تستفيد من نقاط قوّتها، وتعمل على تدراك نقاط الضعف، فالكثير من الناس يملكون طاقات وقدرات عظيمة، ولكنّهم لا يستغلّونها ولا يعملون على تطويرها، لأنهم لايلقون لها بالًا من الأساس، لذا نقول إنه على الإنسان قبل كلّ شيء العمل على (فهم ذاته ومعرفتها)، فليس كلّ تصوّر نرسمه في أذهاننا عن أنفسنا يعتبر صحيحًا، بل ربما نكون بعيدين كل البعد عن ذواتنا من الداخل، فعلى الفتاة أن تبحث عن غاية وهدف، وتطالع ما يفيدها في تحقيق رُقيِّها، فكلما كانت أدرى بذاتها كانت أقدر على المسؤولية، فالبناء المستمر يساعد على الوصول إلى تزكية النّفس والتخلّص من العادات القديمة الخاطئة، لأن المرأة ليست مسؤولة عن بناء ذاتها فقط بل وعن بناء الآخرين أيضًا، فهي التي تساهم في صلاح المجتمع بالفكر والعاطفة والأصالة.
وصلاح الأمّ عنصر مؤثر في الطفل، لأنها قدوته التي يراها ليل نهار، ومنبع أمانه وسلامة نفسه في هذه الدنيا، فإذا كانت حريصة على التربية الصحيحة يجب أن تسعى نحو المعرفة وتتخلص من الجهل، ولا بد لها أن تتعرّف أسس الدين والعقيدة، وأن يكون لديها إلمام معرفي عام لكي يفخر بها أبناؤها، ولكي تساعدهم على النمو الفكري، فجهل الأم الكبير في أي ناحية قد يسبب الكوارث.
وسيساعد الفتاة على فعل ذلك اختيارها للزوج الصالح، فلا بد أن تُفكّر في مصلحة أبنائها حتى عند اختيار الزوج وأن تشاور أهلها وتستخير الله عز وجلّ قبل أي خطوة، لكي تقول نعم لمن يستحق هذه الـ (نعم)، كأن يكون ذا خلق ودين وشرف، ولديه دخل ماديّ حلال لتحمّل أعباء الحياة، أما إذا مال قلبها لرجل ضعيف الإيمان، أو مدمن، أو لا مبالٍ، فسيتعبها، ومهما حاولت في المستقبل أن تقوِّم اعوجاج البيت، فلن يساهم إلا في إحباطها وزيادة عبئها وتعبها.
الفكرة من كتاب دور الأم في التربية
الأم هي أساس البيت، فعلاقتها بزوجها وأطفالها تضفي على البيت قدرًا لا يُستهان به من الأمان والطمأنينة، ووجودها هو الذي يمنحهم الدفء والسلامة النفسيّة، وفي هذا الكتاب رحلة سريعة وجميلة لأهم وأدق تفاصيل الأمومة والتربية السويّة للأبناء.
مؤلف كتاب دور الأم في التربية
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة في ما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التربية”، و”الوسواس والهواجس النفسية“، و”دُنيا الفتيات المراهقات”.