امرأة حرَّة
امرأة حرَّة
انتشرت في الآونة الأخيرة اعتراضات متصاعدة ومطالبِات بحرية المرأة، لكن دعونا نفهم ما معنى الحرية، يقول عادل صادق إن الحرية تتكوَّن من ثلاثة أركان أولها حق الاختيار، وثانيها حق أن تقبل أو ترفض، وثالثها أن يكون المرء نفسه، وهذا يأتي من قبوله لنفسه أولًا، وكثير من تلك الدعاوى والاعتراضات لم يكن منشؤها سوى عدم تمكُّن تلك الفتيات من قبول أنفسهن، فيُسقِطن مشكلاتهن معها على الرجال.
أما عن الاعتراضات على أن تكون وظيفة المرأة في الحياة أمًّا، فيرد المؤلف بأنه لا يوجد من يجبرها على أن تصبح أمًّا، وقد كثرت حلول منع الحمل ولو أرادت فلتستأصل رحمها من الأساس، لكن وجود الرحم في جسد المرأة سبب كافٍ للإنجاب، فالله خلقها وأعدها لتلك المهمة، ونحن لا نقول إن وجود العين مبررٌ غيرُ كافٍ لأن نرى، ولكن إن أرادت ألا تنجب فلتختر شكل الحياة التي تناسبها، شرط أن تخبر خاطبها بذلك قبل الزواج فإن شاء قبل أو رفض، فهي من حقها أن تختار وليس من حقها أن تجبر أحدًا على اختياراتها.
ثم تأتي الاعتراضات على قيام الزوجة بخدمة زوجها وأولادها، وأنها يجب أن تظل مستقلة ذاتيًّا عن الأسرة، ومسؤوليتها تجاه نفسها فقط، وهنا يقول الكاتب إنه لا يلزمها أن تكوِّن أسرة على كل حال، ولكن ما دامت قد اختارت أن تنشئ أسرة فلا بد أن تقوم بواجبها نحوها، ونحن كبشر في مجتمعاتنا الكبيرة أو الصغيرة كالأسرة لا يمكن أن نعيش بذاتية مطلقة، لذا فالمرء يعيش بمزيج متوازن من ذاته المتفرِّدة والذائبة.
الفكرة من كتاب الزوج أول من يشكو
إن الرجل هو عماد الأسرة والمسؤول الأول عن استمرارها وحفظ أركانها، ولا يكون ذلك إلا لرجل حقيقي، تركن إليه أنثاه وتطمئن، فتطيعه وتستسلم له راغبة محبَّة فتكون بين يديه أنثى حقيقية، أما إذا لم تكن رجولته مكتملة في عينيها فإن نفس تلك المرأة تتحوَّل إلى وحش لا يُروَّض، ورجولة الرجل ليست فحولته، وإنما سلوكه النابع من قيمه ومبادئه، ولما يراه الكاتب من عظم دور الرجل في أسرته، أفرد كتابه هذا لعرض المشكلات الزوجية الناتجة عن “اهتزاز صورة الرجل أمام زوجته، أو أمام نفسه”، مشيرًا إلى بعض المفاهيم حول حقيقة الرجولة والأنوثة.
مؤلف كتاب الزوج أول من يشكو
عادل صادق طبيب نفسي وكاتب مصري، ولد عام 1943، حاصل على الدكتوراه في الأمراض النفسية والعصبية، عمل بالتدريس، وكان رئيسًا لقسم الأمراض النفسية والعصبية، وأسَّس مستشفى للأمراض النفسية والإدمان باسمه عام 2000، وكان رئيس تحرير مجلة الجديد للطب النفسي، وتوفي عام 2004، بعد أن ترك ما يزيد على ثلاثين كتابًا بالعربية والإنجليزية في مجالات الطب النفسي والأسرة.
ومن أبرز مؤلفاته:
متاعب الزواج.
مباريات سيكولوجية.
حب بلا زواج وزواج بلا حب.