اليونان وتركيا
اليونان وتركيا
في الفترة الأخيرة، أدى اكتشاف حقول الغاز في البحر المتوسط إلى تجدد الخلاف بين اليونان وتركيا، الذي انطلق منذ نحو قرن عام 1922 م، عندما اشتبك الجيش التركي مع القوات اليونانية في مدينة “سميرنا” -إزمير حاليًّا- في معارك نتجت عنها عشرات الآلاف من الضحايا، انتهت بعد توقيع معاهدة لوزان لحفظ السلام وتبادل الأقليات المنتمية لكل فريق بعدما حالت المدينة رمادًا.
استنادًا إلى القانون الدولي للبحرية، تمتد المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدولة Exclusive Economic Zone إلى 200 ميل ملاحي من الخط الساحلي، ما يمنح اليونان سلطة على المياه المحيطة بجزر “قبرص” و”رودز” و”لسبوس” من بحر “إيجة”، ولكن تركيا لا تعترف بذلك، ولهذه الأسباب وعلى الرغم من الأزمات الاقتصادية التي تمر بها اليونان وضعف صادراتها، فإنها تخصص جزءًا كبيرًا من الناتج القومي لميزانية الدفاع مقارنة بالدول المقاربة لها في حجم الاقتصاد، مما ساهم في تفاقم أزمة الديون التي تعرضت لها عام 2010 م، وأدى إلى سياسات تقشفية في الداخل أثارت غضب كثيرين.
من الناحية الأخرى ساعد موقع تركيا الجغرافي الذي يجعلها بوابة بين دول الشرق الأوسط وأوروبا على منحها مجلسًا بحلف الناتو، ولكن المشروع التركي لبناء الإمبراطورية العثمانية الجديدة لا يضمن لها كثيرًا من الحلفاء في المنطقة ممن يخشون زيادة النفوذ التركي وانحرافه عن النظام العلماني الذي رسمه “أتاتورك” للنهوض بتركيا في القرن الماضي.
ومع قوة تركيا العسكرية، تظل هناك مصادر قلق بسبب الاضطرابات في الدول المجاورة لها، مثل: أرمينيا، وأذربيجان، وسوريا، والعراق، إضافة إلى الانتفاضات الداخلية للأكراد ودعوات الاستقلال المستمرة.
الفكرة من كتاب قوة الجغرافيا: عشر خرائط تكشف مستقبل عالمنا
في أعقاب الحرب العالمية الثانية بدا أن موازين القوى في العالم تميل إلى صالح الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح القوة العظمى الوحيدة في العالم، لتبدأ بعدها في ممارسة الدور البوليسي المعْنِي بحفظ السلام والاستقرار كما تزعم، ومن حينها شهد العالم استقرارًا في بعض المناطق التي شغلتها الصراعات سابقًا، وعلى النقيض تمامًا تحولت بعض الدول إلى ساحات حروب حول أجندات ومكتسبات سياسية وتاريخية، إلى جانب ذلك تدخلت عوامل عدة، منها التغير المناخي والقفزات التكنولوجية مؤخرًا في تهيئة الظروف لنهاية الهيمنة الأمريكية وظهور قوًى إقليمية بديلة، خصوصًا مع تأثير الانسحاب البطيء للولايات المتحدة من المشهد العالمي خلال فترة حكم الرئيس “باراك أوباما”.
ونتيجة لذلك وجه الكاتب نظرته إلى دراسة الطبيعة الجغرافية الخارجية والمحلية لعدد من الدول التي يتوقع أن تمر بتغييرات جذرية في المستقبل؛ نتيجة للعلاقات المتبادلة بينها وبين جيرانها من الدول، وكذلك الحدود الطبيعية والقرارات الاقتصادية التي تفرضها عليها الجغرافيا.
مؤلف كتاب قوة الجغرافيا: عشر خرائط تكشف مستقبل عالمنا
تيم مارشال : هو صحفي بريطاني متخصص في الشؤون الخارجية والدبلوماسية، خلال مسيرته المهنية عمل “مارشال” مراسلًا لقناة LBC وBBC وعدد من الجرائد المحلية، كما شغل منصب محرر الشؤون الخارجية لقناة Sky news لمدة تتجاوز 24 عامًا، غطّى فيها إعلاميًّا أحداث الحروب والصراعات الداخلية في عدة قارات، له بعض المؤلفات في مجال السياسة، منها:
Prisoners of Geography(2015).
Divided – Why We’re living in an Age of Walls(2018).
ملحوظة: الكتاب غير مترجم للغة العربية.