اليقين بالله
اليقين بالله
إن اليقين هو أعلى درجات الإيمان منزلة، وهو يعني حسن الثقة والظن بالله والتوكُّل عليه والاستعانة به، وهو تمام الإيمان بالله، يقينًا قلبي لا يشوبه ذرة شك ولا حيرة، فيه سكينة للروح وطمأنينة للقلب والصبر على البلاء، وأعظم الناس صبرًا هم أعظمهم إيمانًا بالله، وكلما ازداد يقين العبد بربِّه ازدادت قدرته على فهم الأحكام الشرعية، ولكي نزداد يقينًا يجب علينا الإيمان بالقضاء والقدر، والتأمُّل في الكون والتدبُّر في القرآن الكريم، وأن نؤمن بالغيبيات ولا ننظر إلى ما في أيدي غيرنا، فكل البشر سواسية كأسنان المشط.
واليقين بلقاء الله وحقيقة الموت يدفع القلب للعمل الصالح والتقرُّب إليه، والبعد عن المحَّرمات والكتب الفلسفية التي غايتها إنكار عقيدة الموت وحقيقة وجود الله، وهي بدورها تدسُّ السم في العسل، ويفتخر القارئون لها ولا سيما الشباب بمطالعتها بزعم أنها غيَّرت حياتهم إلى الأفضل وظنوا أنهم بها فهموا الدنيا، وأن لا أحد يعرف الحقيقة الحتمية، والدين معقَّد ورجعية وليس عقيدة، وبنوا حياتهم على المعايير الغربية في النوم والمأكل والملبس وغيره.
فدائمًا ما يشكِّك الغربيون في الحقائق، ويبذلون ما في وسعهم لإثبات الشك والريبة على العكس من أئمة الدين الذين يتنافسون في إثبات الحقيقة المطلقة، ووصول العبد إلى عبودية اليقين يعني أنه قد وصل إلى مرتبة الإحسان أي يتعبَّد لله كأنه يراه.
وحينما نتعرَّض للابتلاءات ونمرُّ بالشدائد؛ يتملَّكنا اليأس والخوف والحزن والسخط من القضاء والقدر والعياذ بالله، ولكننا لم نتطرَّق إلى أن اليقين أهم أسباب الثبات والصبر وبه تهون مصائب الدنيا، فالدنيا دار اختبار وكل أمر يحدث له حكمة لا يعلمها إلا الله، فانظر كم مرة مررت بمصائب وابتلاءات ظننت أنها آخر الدنيا، وأنك حملت فوق طاقتك ولكنها مضت بلطفه ورحمته.
الفكرة من كتاب رقائق القرآن
خلق الله (عز وجل) الإنسان لكي يعمر الأرض ويسكنها وسخَّر له ما في السماوات والأرض وما بينهما لحكمة لا يعلمها إلا هو، ولكن الإنسان منغمسٌ في ترف الحياة لا يحاول الانتفاع منها إلا بالقدر القليل، وزيَّن له الشيطان حب الشهوات، ووسوست له نفسه بارتكاب المعاصي وطول الأمل، وهو يغفل عن الموت لا يجهِّز لآخرته، ويسعى الكاتب في هذا الكتاب إلى شرح تأمُّلات لأحداث مرَّ بها واستشعرها بوصف قرآني، وتدور أحداثه حول الإنسان وعلاقته بربه وغفلته عن حقيقة الموت وأهوال يوم القيامة، وقسوة القلوب، ووصف المؤمنين والمنافقين، ومنزلة اليقين عند الله، وفضل التسبيح والتوكل.
مؤلف كتاب رقائق القرآن
إبراهيم بن عمر بن إبراهيم السكران، ولد في 5 ربيع الآخر 1396 هـ الموافق 4 أبريل 1976م، باحث ومُفكِّر إسلامي، مهتمٌّ بمنهج الفقه الإسلامي وبالمذاهب العقدية والفكرية، له العديد من المؤلفات والأبحاث والمقالات المنشورة، وله عدد من الكتب المطبوعة وظهر تحوُّله إلى الفكر السلفي عام 2007.
ومن مؤلفاته: “مسلكيات”، و”الطريق إلى القرآن”، و”الماجريات”، و”الأسهم المُختلطة”، و”مآلات الخطاب المدني”، و”التأويل الحداثي للتراث”.